صفحة جزء
1060 ص: قال أبو جعفر - رحمه الله -: فذهب قوم إلى هذه الآثار، وقالوا: هكذا يفعل في صلاة الفجر يغلس بها ؛ فإنها أفضل من الإسفار بها.


ش: أراد بهؤلاء القوم: الأوزاعي والليث وإسحاق بن راهويه والشافعي وأحمد ومالكا - في الصحيح عنه - وأبا ثور وداود ؛ فإنهم ذهبوا إلى هذه الأحاديث المذكورة، وقالوا: التغليس بالفجر أفضل من الإسفار بها ، وذكر ابن قدامة عن أحمد : إذا اجتمع المصلون فالتغليس أفضل وإن أخروا فالتأخير أفضل.

[ ص: 377 ] وقال ابن المنذر : وقد روينا عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن الزبير وابن عمر وأبي هريرة أخبارا تدل على أن التغليس أفضل من تأخيرها.

قلت: وسنذكر عن عمر وعلي وعثمان وأبي موسى وابن عمر ما يخالف هذا.

وقال ابن حزم : وتعجيل جميع الصلوات في أول أوقاتها ، أفضل على كل حال حاشى العتمة؛ فإن تأخيرها إلى آخر وقتها في كل حال وكل زمان أفضل، إلا أن يشق ذلك على الناس فالرفق بهم أولى، وحاشى الظهر للجماعة خاصة في شدة الحر خاصة، فالإبراد بها إلى آخر وقتها أفضل.

التالي السابق


الخدمات العلمية