ش: أي احتج الآخرون فيما ذهبوا إليه من فضيلة الإسفار بالفجر ؛ بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود .
وأخرجه من ثلاث طرق صحاح:
الأول: عن روح بن الفرج القطان أبي الزنباع المصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16704عمرو بن خالد بن فروخ الحنظلي أبي الحسن الجزري الحراني أحد مشايخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين [ ص: 379 ] عن أبي زهير معاوية بن حديج أبي خيثمة الكوفي أحد أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير فيما روى من المشايخ ثبت بخ بخ. روى له الجماعة.
عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي روى له الجماعة.
عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبي بكر الكوفي ، ابن أخي nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة بن قيس ، روى له الجماعة... إلى آخره.
[ ص: 380 ] قوله: "حين يبزغ الفجر" أي حين يطلع؛ يقال: بزغت الشمس، وبزغ القمر، وغيرهما، إذا طلعت، والبزوغ: الطلوع.
قوله: "حتى يعتموا" أي حتى يدخلوا في وقت العتمة، وهي العشاء.
قوله: "فأوضع الناس" من وضع البعير يضع وضعا، وأوضع راكبه إيضاعا: إذا حمله على سرعة السير.
قوله: "على العنق" وهو ضرب من السير، قال الجوهري : العنق ضرب من سير الدابة والإبل، وهو سير مستطر، أي ممتد.
وهذا يدل على استحباب الإسفار بالفجر؛ لأن عبد الله لما صلى الفجر يومئذ في أول وقته استعجبه nindex.php?page=showalam&ids=16350عبد الرحمن بن يزيد ؛ لأن عهده أنه يسفر بالفجر دائما، ولهذا قال: إن هذه لساعة ما رأيتك تصلي فيها قط، وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في جوابه: إن رسول الله -عليه السلام- كان لا يصلي هذه الساعة - يعني في أول الفجر - إلا هذه الصلاة - يعني صلاة الصبح - في هذا المكان - يعني في مزدلفة - في هذا اليوم - يعني يوم النحر - فدل ذلك أن رسول الله -عليه السلام- كان لا يصلي الفجر دائما إلا في الإسفار إلا في يوم مزدلفة ؛ فإنه كان يغلس بها فيها، لتدارك الوقوف، ولا يعارضه حديث nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود البدري : nindex.php?page=hadith&LINKID=63481 "أنه -عليه السلام- صلى الصبح بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات -عليه السلام- لم يعد إلى أن يسفر" . من وجهين:
الأول: أن في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد قد تكلموا فيه، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ليس بشيء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني : ليس بالقوي. فلا يعارض حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ؛ لكون رجاله ثقات من رجال الصحيحين.
الوجه الثاني: أن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أخبر بحال الرسول -عليه السلام- من nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود ؛ لشدة ملازمته رسول الله -عليه السلام-، وكان حامل نعله، ولا يفارقه، وهو أكثر اطلاعا من غيره في أمور عباداته واختياره الأوقات المستحبة فيها.
[ ص: 381 ] فإن قيل: حديث nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود قد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، فهلا يعارض حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
قلت: بلى قد أخرجوه، ولكن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلما لم يذكرا في روايتهما قضية الإسفار مرة، ثم كانت صلاته التغليس حتى مات.
فإن قيل: قد قال المنذري : هذه الزيادة في قضية الإسفار رواتها عن آخرهم ثقات، والزيادة من الثقة مقبولة.
قلت: قد مر جوابه آنفا: أن فيهم nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد ، وقد قيل فيه ما قيل، وقد مر الكلام فيه مرة.
الطريق الثاني: ليس من nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، وإنما هو من أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الذي روينا كتاب "معاني الآثار "عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، وهو من زيادات أبي بكر ، ولهذا لا يوجد في كثير من النسخ.
يروي عن أبي عروبة الحسن بن محمد الحراني الإمام الحافظ .
عن عبد الرحمن بن عمرو البجلي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق .
[ ص: 382 ] الطريق الثالث: عن حسين بن نصر بن المعارك ، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفريابي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16350عبد الرحمن بن يزيد ... إلى آخره.
قوله: "تحولان" أي: تنقلان وتصليان في غير وقتها المعهود، وهذا دليل صريح إلى أنه -عليه السلام- كان يسفر بالصبح دائما ؛ لأنه قال: "وصلاة الفجر في هذه الساعة" يعني ساعة طلوع الفجر، ولو كان يغلس بها دائما كما غلس بها في هذا اليوم لما قال: "إن هاتين الصلاتين تحولان عن وقتهما" أي عن وقتهما المعهود؛ لأن المعهود في المغرب أن يصلى عقيب غروب الشمس، والمعهود في الصبح أنه كان يصليها عند الإسفار، وإن كان وقتها من بعد طلوع الفجر، ولو لم يكن المعنى ما ذكرنا لخلا كلامه -عليه السلام- عن الفائدة.