1192 ص: واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم ، قال: أنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس : " ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: فاتحة الكتاب ثم قرأ nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بسم الله الرحمن الرحيم، وقال: هي الآية السابعة ، قال: وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير كما قرأ عليه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " .
ش: nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم النبيل الضحاك مخلد ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج هو عبد الملك ، وأبوه عبد العزيز بن جريج ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : لا يتابع على حديثه. ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان قال: وروى عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ولم يسمع منها. وروى له الأربعة.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في "مصنفه" بأتم منه: عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال: أخبرني أبي، أن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أخبره، أن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: " ولقد آتيناك سبعا من المثاني وأم القرآن، وقرأها علي سعيد كما قرأتها عليك، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : قد أخرجها الله لكم فما أخرجها لأحد قبلكم. قال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق : قرأها علينا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج بسم الله الرحمن الرحيم آية الحمد لله رب العالمين آية الرحمن الرحيم آية مالك يوم الدين آية إياك نعبد وإياك نستعين آية اهدنا الصراط المستقيم آية صراط الذين أنعمت عليهم إلى آخرها آية" .
[ ص: 554 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "سننه": من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - في السبع المثاني - قال: هي فاتحة الكتاب، قرأها nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بسم الله الرحمن الرحيم، سبعا، قلت لأبي: أخبرك سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية من كتاب الله؟ قال: نعم، ثم قال: قرأها nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الركعتين جميعا" .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي كما يجيء، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا؛ وهذا دليل صريح على أن البسملة ليست من الفاتحة ؛ إذ لو كانت منها لقرأها في الثانية مع الفاتحة.
وهذا كما رأيت قد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي لأهل هذه المقالة حديثين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة ، وآثارا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير -رضي الله عنهم- وقد أخرج غيره أيضا أحاديث مرفوعة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار nindex.php?page=showalam&ids=114والنعمان بن بشير والحكم بن عمير nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية -رضي الله عنهم-.
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : عن أبي أويس - واسمه عبد الله بن أويس - قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "أن النبي -عليه السلام- كان إذا أم الناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم" .
[ ص: 555 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "سننه"، وابن عدي في "الكامل" فقالا فيه: "قرأ" عوض "جهر".
والجواب عنه: أن هذا غير محتج به؛ لأن أبا أويس لا يحتج بما انفرد به، وكيف إذا انفرد بشيء وخالفه فيه من هو أوثق منه مع أنه متكلم فيه؟! فوثقه جماعة وضعفه آخرون، وممن ضعفه: nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي ، وممن وثقه: nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : يكتب حديثه.
فإن قيل: أبو أويس قد أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في "صحيحه".
قلت: صاحبا "الصحيح" إذا أخرجا لمن تكلم فيه إنما يخرجان بعد انتقائهما من حديثه ما توبع عليه وظهرت شواهده وعلم أن له أصلا، ولا يخرجان ما تفرد به سيما إذا خالفه الثقات، وهذه العلة راجت على كثير ممن استدرك على "الصحيحين" فتساهلوا في استدراكهم، ومن أكثرهم تساهلا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك"؛ فإنه يقول: هذا على شرط الشيخين أو أحدهما؛ وفيه هذه العلة، إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث كان يكون ذلك الحديث على شرطه، ولهذا قال ابن دحية في كتابه "العلم المشهور": ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله ، فإنه كثير الغلط، ظاهر السقط، وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده وقلده في ذلك.
والمقصود أن حديث أبي أويس هذا لم يترك لكلام الناس فيه، بل لتفرده به ومخالفة الثقات له، وعدم إخراج أصحاب المسانيد والكتب المشهورة والسنن المعروفة.
ولرواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الحديث في "صحيحه" من طريقه وليس فيه ذكر البسملة.
قلت: هذا إسناد ساقط؛ فإن خالد بن إلياس مجمع على ضعفه، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه منكر الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن أبيه: منكر الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : متروك الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ليس بشيء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : روى الموضوعات عن الثقات. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم : روى عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ومحمد بن المنكدر nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة أحاديث موضوعة.
فإن قيل: قد جاء آخر رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا: عن جعفر بن مكرم ، نا nindex.php?page=showalam&ids=11942أبو بكر الحنفي ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر ، أخبرني نوح بن أبي بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: nindex.php?page=hadith&LINKID=63787 "إذا قرأتم الحمد فاقرءوا: بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و: بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها" .
قلت: قال nindex.php?page=showalam&ids=11942أبو بكر الحنفي : ثم لقيت نوحا فحدثني عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مثله، ولم يرفعه.
فإن قيل: قال عبد الحق في "أحكامه الكبرى": رفع هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر وهو ثقة؛ وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين .
قلت: كان nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يضعفه ويحمل عليه، ولئن سلمنا رفعه فليس فيه دلالة على الجهر، ولئن سلم فالصواب فيه الوقف كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : اختلف فيه على [ ص: 557 ] نوح بن أبي بلال ، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد عنه واختلف عنه، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=15265المعافى بن عمران ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد ، عن نوح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد وأبو بكر الحنفي ، عن نوح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة موقوفا، وهو الصواب.
فإن قيل: هذا موقوف في حكم المرفوع؛ إذ لا يقول الصحابي: إن البسملة إحدى آيات الفاتحة إلا عن توقيف أو دليل قوي ظهر له وحينئذ يكون له حكم سائر آيات الفاتحة من الجهر والإسرار.
قلت: لعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة سمع النبي -عليه السلام- يقرأها فظنها من الفاتحة، فقال: إنها إحدى آياتها، ونحن لا ننكر أنها من القرآن، ولكن النزاع في موضعين:
أحدهما: أنها آية مستقلة قبل السورة وليست منها؛ جمعا بين الأدلة، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة لم يخبر عن النبي -عليه السلام- أنه قال: هي إحدى آياتها، وقراءتها قبل الفاتحة لا تدل على ذلك، وإذا جاز أن يكون مستند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قراءة النبي -عليه السلام- لها، وقد ظهر أن ذلك ليس بدليل على محل النزاع، فلا يعارض به أدلتنا الصحيحة الثابتة، وأيضا فالمحفوظ الثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث عدم ذكر البسملة كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه": من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=63788 "الحمد لله: هي أم القرآن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم" .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال: حسن صحيح.
على أن nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر تكلم فيه، ولكن الثقة قد يغلط والظاهر أنه قد غلط في هذا الحديث. والله أعلم.
[ ص: 558 ] وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار -رضي الله عنهما- فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم في "مستدركه": عن سعيد بن عثمان الخزاز ، نا عبد الرحمن بن سعد المؤذن ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار : nindex.php?page=hadith&LINKID=64713 "أن النبي -عليه السلام- كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم" . وقال: صحيح الإسناد لا أعلم في رواته منسوبا إلى الجرح، والجواب عنه ما قال الذهبي في "تنقيح المستدرك": هذا خبر واه كأنه موضوع؛ لأن عبد الرحمن صاحب مناكير، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين ، وسعيد إن كان الكريزي فهو ضعيف وإلا فهو مجهول.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "المعرفة" بسنده ومتنه، وقال: إسناده ضعيف إلا أنه أمثل من حديث جابر الجعفي .
قلت: وفطر بن خليفة قال السعدي : غير ثقة، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مقرونا بغيره والأربعة، وتصحيح nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم لا يعتد به سيما في هذا الموضع؛ فقد عرف تساهله في ذلك، وقال ابن عبد الهادي : هذا حديث باطل ولعله أدخل عليه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هذا الحديث في "سننه": عن أسيد بن زيد ، عن عمرو بن شمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار نحوه، وعمرو بن شمر nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر الجعفيان كلاهما لا يجوز الاحتجاج به، لكن عمرا أضعف من nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم : عمرو بن شمر كثير الموضوعات عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر وغيره. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14032الجوزجاني : عمرو بن شمر زائغ كذاب. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : منكر الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني والأزدي : متروك الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : كان رافضيا يسب الصحابة وكان يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
وأما جابر الجعفي فقال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ، ما أتيته من شيء من رأيي إلا أتاني فيه بأثر. وكذبه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب وزائدة nindex.php?page=showalam&ids=16861وليث بن أبي سليم والجوزجاني وغيرهم.
والجواب عن هذا: أن عيسى هذا والد أحمد بن عيسى المتهم بوضع حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم : روى عن آبائه أحاديث موضوعة، لا يحل الاحتجاج به.
والجواب عنه: أنه باطل من هذا الوجه، لم يحدث به nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك قط، والمتهم به أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد أبو طاهر القرشي ، وقد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : سألت الحسن بن محمد الخلال عنه فقال: ضعيف. وجعفر بن محمد بن مروان ليس مشهورا بالعدالة وقد تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا وقال: لا يحتج به.
[ ص: 560 ] قلت: هذا أيضا باطل، وعبادة بن زياد - بفتح العين - قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : كان من رؤساء الشيعة . وقال الحافظ محمد النيسابوري : هو مجمع على كذبه. وشيخه يونس بن يعفور فيه مقال، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج عندي بما انفرد به. ومسلم بن حبان غيره معروف.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير -رضي الله عنه-: فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا: عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي ، ثنا أحمد بن حماد الهمداني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=96131 "أمني جبريل -عليه السلام - عند الكعبة ، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" . والجواب عنه: أن هذا حديث منكر بل موضوع، ويعقوب بن يوسف الضبي ليس بمشهور، وأحمد بن حماد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وسكوت nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والخطيب وغيرهما من الحفاظ عن مثل هذا الحديث بعد روايتهم له قبيح جدا.
والجواب عن هذا: أن هذا من الأحاديث الغريبة المنكرة بل هو حديث باطل من وجوه، وهي: أن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم ليس بدريا ولا في البدريين أحد اسمه الحكم بن عمير ، بل لا تعرف له صحبة، فإن موسى بن حبيب الراوي عنه لم يلق صحابيا، بل هو مجهول لا يحتج بحديثه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل": الحكم بن عمير [ ص: 561 ] روى عن النبي -عليه السلام- أحاديث منكرة، لا تذكر سماعا ولا لقاء، روى عنه ابن أخيه موسى بن أبي حبيب وهو ضعيف الحديث، سمعت أبي يذكر ذلك.
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "معجمه الكبير" الحكم بن عمير وقال في نسبته الثمالي: ثم روى له بضعة عشر حديثا منكرا، وكلها من رواية موسى بن أبي حبيب عنه.
وروى له nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في "الكامل" قريبا من عشرين حديثا، ولم يذكرا فيها هذا الحديث، والراوي عن موسى هو إبراهيم بن إسحاق الصيني الكوفي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : متروك الحديث. ويحتمل أن يكون هذا الحديث صنعته؛ فإن الذين رووا نسخة موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم لم يذكروا هذا الحديث فيها، كبقي بن مخلد وابن عدي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وإنما رواه - فيما علمنا - nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ثم nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، ووهم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فقال: إبراهيم بن حبيب . وإنما هو إبراهيم بن إسحاق ، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب وزاد وهما ثانيا، فقال: الضبي - بالضاد المعجمة والباء الموحدة - وإنما هو الصيني - بالصاد المهملة والنون -.
قلت: قال الذهبي في "تنقيح المستدرك": أما استحى nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم يورد في كتابه مثل هذا الحديث الموضوع؟! فأنا أشهد بالله، والله إنه لكذب. وقال ابن عبد الهادي : سقط منه "لا".
والجواب عنه: ما قاله ابن عبد الهادي : سقط منه "لا" كما رواه الباغندي وغيره: عن ابن أخي ابن وهب ، هذا هو الصحيح، وأما الجهر فلم يحدث به nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قط، ويوضحه أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا رواه في "الموطأ": عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: "قمت وراء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فكلهم لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتحوا الصلاة" . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في "التقصي": هكذا رواه جماعة موقوفا، ورواه ابن [ ص: 563 ] أخي ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة والعمري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا، فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=63806 "إن النبي -عليه السلام- nindex.php?page=showalam&ids=1وأبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان لم يكونوا يقرءون" . قال: وهذا خطأ من ابن أخي ابن وهب في رفعه ذلك عن عمه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، فصار هذا الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب خطأ على خطأ، والصواب فيه عدم الرفع، وعدم الجهر.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية -رضي الله عنه- فرواه nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم في "مستدركه": عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره، أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال: "صلى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة، فبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك الصلاة ولم يكبر حين يهوي فلما سلم ناداه من سمع ذاك من المهاجرين والأنصار ومن كل مكان: يا nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، أسرقت الصلاة أم نسيت؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حين يهوي ساجدا" . قال nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم : صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وقال: رواته كلهم ثقات، وقد اعتمد nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا في إثبات الجهر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : هو أجود ما يعتمد عليه في هذا الباب.
والجواب عنه من وجوه:
الأول: أن مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو وإن كان من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لكنه متكلم فيه، أسند nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي إلى nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين أنه قال: أحاديثه غير قوية. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : لين الحديث ليس بالقوي فيه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لينوه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني : منكر الحديث.
وبالجملة فهو يختلف فيه، فلا يقبل ما تفرد به، مع أنه قد اضطرب في إسناده ومتنه، وهو أيضا من أسباب الضعف، أما في إسناده فإن ابن خثيم تارة يرويه عن [ ص: 564 ] أبي بكر بن حفص عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وتارة يرويه عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه، وقد رجح nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي الأولى في "المعرفة" لجلالة راويها وهو nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ومال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى ترجيح الثانية، ورواه ابن خثيم أيضا، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه، عن جده فزاد ذكر الجد، كذلك رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، وهي عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والأولى، عنده وعند nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم ، والثانية عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وأما الاضطراب في متنه: فتارة يقول: "صلى فبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم حين افتتح القرآن وقرأ بأم الكتاب".
كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، وتارة يقول: "فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولا للسورة التي بعدها".
كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ومثل هذا الاضطراب في السند والمتن مما يوجب ضعف الحديث؛ لأنه مشعر بعدم ضبطه.
الوجه الثاني: أن شرط الحديث الثابت ألا يكون شاذا ولا معللا، وهذا شاذ معلل؛ فإنه مخالف لما رواه الثقات الأثبات عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وكيف يروي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا محتجا به، وهو مخالف لما رواه عن النبي -عليه السلام- وعن خلفائه الراشدين، ولم يعرف أحد من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المعروفين بصحبته أنه نقل عنه مثل ذلك، ومما يرد حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا: أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان مقيما بالبصرة ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد علمناه أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان معه، بل الظاهر أنه لم يكن معه.
الوجه الثالث: أن مذهب أهل المدينة قديما وحديثا ترك الجهر بها ، ومنهم من لا يرى قراءتها أصلا، قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة: أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا ب الحمد لله رب العالمين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16337عبد الرحمن بن القاسم : ما سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم يقرأ بها . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13723عبد الرحمن الأعرج : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا ب الحمد لله رب العالمين . ولا يحفظ عن أحد من أهل المدينة بإسناد صحيح [ ص: 565 ] أنه كان يجهر بها، إلا شيء يسير، وله محمل، وهذا عملهم يتوارثه آخرهم عن أولهم، فكيف ينكرون على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ما هو سنتهم؟! هذا باطل.
الوجه الرابع: أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لو رجع إلى الجهر بالبسملة كما نقلوه، لكان هذا معروفا من أمره عند أهل الشام الذين صحبوه، ولم ينقل ذلك عنهم، بل الشاميون كلهم خلفاؤهم وعلماؤهم كان مذهبهم ترك الجهر بها، وما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- من الجهر بها فباطل لا أصل له، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي إمام الشام ، ومذهبه في ذلك مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، لا يقرأها سرا ولا جهرا، ومن المستبعد أن يكون هذا حال nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ومعلوم أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قد صلى مع النبي -عليه السلام-، فلو سمع النبي -عليه السلام- يجهر بالبسملة لما تركها حتى ينكر عليه رعيته أنه لا يحسن يصلي، وهذه الوجوه من تدبرها علم أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية باطل، ومغير عن وجهه، وقد يتمحل فيه، ويقال: إن كان هذا الإنكار على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية محفوظا فإنما هو إنكار لترك إتمام التكبير لا لترك الجهر بالبسملة، ومعلوم أن ترك إتمام التكبير كان مذهب الخلفاء من بني أمية وأمرائهم على البلاد، حتى إنه كان مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، وهو عدم التكبير حين يهوي ساجدا بعد الركوع، وحين يسجد بعد القعود، وإلا فلا وجه لإنكارهم عليه ترك الجهر بالبسملة وهو مذهب الخلفاء الراشدين وغيرهم من أكابر الصحابة، ومذهب أهل المدينة أيضا، وبالجملة فهذه الأحاديث كلها ليس فيها صريح صحيح، بل فيها عدمهما أو عدم أحدهما، وكيف تكون صحيحة وليست مخرجة في الصحيح ولا المسانيد ولا السنن المشهورة؟! وفي رواتها الكذابون والضعفاء والمجاهيل الذين لا يوجدون في التواريخ ولا في كتب الجرح والتعديل، كعمرو بن شمر ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر الجعفي ، وحصين بن مخارق وعمر بن حفص المكي ، وعبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي ، وأبي الصلت الهروي ، [ وعبد الكريم بن أبي المخارق ، وابن أبي علي الأصبهاني] الملقب [ ص: 566 ] بجراب الكذب ، وعمر بن هارون البلخي ، وعيسى بن ميمون المدني وآخرين، وكيف يجوز أن يعارض برواية هؤلاء ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في "صحيحهما": من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي رواه عنه غير واحد من الأئمة الأثبات، منهم nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة الذي كان أحفظ أهل زمانه، ويرويه عنه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة الملقب بأمير المؤمنين في الحديث، وتلقاه الأئمة بالقبول، ولم يضعفه أحد بحجة إلا من ركب هواه، وحمله فرط التعصب على أن علله باختلاف ألفاظه، مع أنها ليست مختلفة، بل بعضها يصدق بعضا، وعارضه بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الموضوع أو بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الضعيف، ومتى وصل الأمر إلى مثل هذا فجعل الصحيح ضعيفا، والضعيف صحيحا، والمعلل سالما من التعليل، والسالم معللا؛ سقط الكلام، وهذا ليس بعدل، والله أمر بالعدل، ولكن كل هذا من التعصب الفاسد والغرض الكاسد، وهذا تمشية للباطل، والله يحق الحق ويبطل الباطل، ويكفينا في تضعيف أحاديث الجهر إعراض أصحاب الجوامع الصحيحة والسنن المعروفة والمسانيد المشهورة المعتمد عليها في العلم ومسائل الدين، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري مع شدة تعصبه وفرط تحمله على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، لم يودع صحيحه منها حديثا واحدا، فالله تعالى يدري ويعلم ما جهد وتعب في تحصيل حديث صحيح في الجهر حتى يخرجه في "صحيحه" فما ظفر به ولو ظفر به ما تركه أصلا، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لم يذكر شيئا من ذلك، ولم يذكرا في هذا الباب إلا حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الدال على الإخفاء.
فإن قيل: إنهما لم يلتزما أن يودعا في صحيحهما كل حديث صحيح، فيكونان قد تركا أحاديث الجهر في جملة ما تركا من الأحاديث الصحيحة.
قلت: هذا لا يقوله إلا كل سخيف أو مكابر؛ فإن مسألة الجهر بالبسملة من أعلام المسائل ومعضلات الفقه، ومن أكثرها دورانا في المناظرة وجولانا في المصنفات، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري كثيرا ما يتتبع لما يرد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة من السنة فيذكر الحديث، ثم يعرض بذكره فيقول: قال رسول الله -عليه السلام- كذا وكذا، ثم يقول: وقال بعض [ ص: 567 ] الناس كذا وكذا، يشير به إليه، ويشنع به عليه، وكيف يخلي كتابه من أحاديث الجهر بالبسملة، وهو يقول في أول كتابه: باب: الصلاة من الإيمان، ثم يسوق أحاديث الباب، ويقصد الرد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة قوله: إن الأعمال ليست من الإيمان. مع غموض ذلك على كثير من الفقهاء؟!
ومسألة الجهر يعرفها عوام الناس ورعاعهم، ولو حلف الشخص بالله أيمانا مؤكدة، إنه لو اطلع على حديث منها موافق لشرطه أو قريب من شرطه لم يخل منه كتابه، ولا كذلك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ولئن سلمنا فهذا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه مع اشتمال كتبهم على الأحاديث السقيمة والأسانيد الضعيفة لم يخرجوا منها شيئا، فلولا أنها عندهم واهية بالكلية لما تركوها.
وقد تفرد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي منها بحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=17212نعيم المجمر ، وهو أقوى ما فيها عندهم، وقد بينا ضعفه من وجوه. والله أعلم.
فإن قيل: أحاديث الجهر تقدم على أحاديث الإخفاء بأشياء:
منها: كثرة الراوين فإن أحاديث الإخفاء رواها اثنان من الصحابة: nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وعبد الله بن مغفل ، وأحاديث الجهر رواها أربعة عشر صحابيا.
ومنها: أن أحاديث الإخفاء شهادة على نفي، وأحاديث الجهر شهادة على الإثبات، والإثبات مقدم على النفي.
ومنها: أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا قد روي عنه إنكار ذلك في الجملة.
فروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من حديث سعيد بن زيد بن أبي مسلمة قال: "سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان رسول الله -عليه السلام- يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أو الحمد لله رب العالمين؟ قال: إنك لتسألني عن شيء ما أحفظ أو ما سألني أحد قبلك .
[ ص: 568 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناده صحيح.
قلت: الجواب عن الأول: أن الاعتماد على كثرة الرواة إنما يكون بعد صحة الدليلين، وأحاديث الجهر ليس فيها صحيح صريح، بخلاف حديث الإخفاء فإنه صحيح صريح ثابت مخرج في الصحيح والمسانيد المعروفة والسنن المشهورة، مع أن جماعة من الحنفية لا يرون الترجيح بكثرة الرواة، وأحاديث الجهر وإن كثرت رواتها لكنها كلها ضعيفة وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه وهو ضعيف، كحديث الطير وحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=689258 "أفطر الحاجم والمحجوم" وحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=666016 "من كنت مولاه فعلي مولاه" بل قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا، وأحاديث الجهر لم يروها إلا nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، فالحاكم عرف تساهله وتصحيحه للأحاديث الضعيفة بل الموضوعة، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني قد ملأ كتابه من الأحاديث الضعيفة والغريبة والشاذة والمعللة، وكم فيه من حديث لا يوجد في غيره، وقد حكي أن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني لما دخل مصر سأله بعض أهلها تصنيف شيء في الجهر بالبسملة، فصنف فيه جزءا، فأتاه بعض المالكية فأقسم عليه أن يخبره بالصحيح من ذلك، فقال: كل ما روي عن النبي -عليه السلام- في الجهر فليس بصحيح، وأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف.
وعن الثاني: أن هذه الشهادة وإن ظهرت في صورة النفي فمعناها الإثبات، على أن هذا مختلف فيه، فالأكثرون على تقديم الإثبات، وعند البعض هما سواء، وعند البعض النافي مقدم على المثبت، وإليه ذهب الآمدي وغيره.
وعن الثالث: أن ما روي من إنكار nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لا يقاوم ما ثبت عنه خلافه في الصحيح، ويحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله عنه- نسي في تلك الحال لكبره، وقد وقع مثل ذلك كثيرا كما سئل يوما عن مسألة، فقال: "عليكم بالحسن فاسألوه؛ فإنه حفظ ونسينا" وكم ممن حدث ونسي، ويحتمل أنه سأله عن ذكرها في الصلاة أصلا، لا عن الجهر بها وإخفائها.
[ ص: 569 ] فإن قيل: يجمع بين الأحاديث بأن يكون nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لم يسمعه لبعده، وأنه كان صبيا يومئذ.
قلت: هذا مردود؛ لأنه -عليه السلام- هاجر إلى المدينة ، ولأنس يومئذ عشر سنين، ومات وله عشرون سنة، فكيف يتصور أن يصلي خلفه عشر سنين فلا يسمعه يوما من الدهر يجهر؟! هذا بعيد، بل مستحيل، ثم قد روى هذا في زمن النبي -عليه السلام- فكيف وهو رجل في زمن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وكهل في زمن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، مع تقدمه في زمانهم وروايته للحديث، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=677480 "كان رسول الله -عليه السلام- يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه" .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وقال النووي في "الخلاصة": إسناده على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم .
وقد ذهب البعض إلى أن أحاديث الجهر منسوخة لما نبينه إن شاء الله تعالى .