1379 ص: ثم التمسنا حكم ذلك من طريق النظر كيف هو، فرأينا التطبيق فيه التقاء اليدين، ورأينا وضع اليدين على الركبتين فيه تفريقهما فأردنا أن ننظر في أحكام أشكال ذلك في الصلاة كيف هو، فرأينا السنة جاءت عن النبي - عليه السلام - بالتجافي في الركوع والسجود، وأجمع المسلمون على ذلك، فكان ذلك من تفريق الأعضاء، وكان من قام في الصلاة أمر أن يراوح بين قدميه، وقد روي ذلك عن ابن مسعود - رضي الله عنه - وهو الذي روى التطبيق، فلما رأينا تفريق الأعضاء في هذا بعضها من بعض أولى من إلصاق بعضها ببعض، واختلفوا في إلصاقها وتفريقها في الركوع; كان النظر على ذلك: أن يكون ما اختلفوا فيه من ذلك معطوفا على ما أجمعوا عليه منه، فيكون كما كان التفريق فيما ذكرنا أفضل، يكون في سائر الأعضاء كذلك.
[ ص: 214 ] قوله: "في أحكام أشكال ذلك" أي: أمثال ذلك، والأشكال -بفتح الهمزة- جمع شكل، وشكل الشيء: ما يشاكله، أي يماثله.
قوله: "بالتجافي في الركوع" أي تباعد العضدين عن الجنبين، وأصله من الجفاء: وهو البعد عن الشيء، يقال: جفاه إذا بعد عنه، وأجفاه إذا أبعده.
قوله: "أن يراوح بين قدميه" يعني أن يعتمد على إحداهما مرة، وعلى الأخرى مرة، ليوصل الراحة إلى كل منهما، وأصله من الروح بمعنى الراحة، ثم الأمر بالمراوحة بين القدمين.
هو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بإسناده: عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "رأى رجلا يصلي قد صف بين قدميه، فقال: خالفت السنة، لو راوحت بينهما كان أفضل".
وفي رواية أخرى : "أخطأ السنة لو راوح بينهما كان أعجب إلي".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق، قال: "رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16724عمرو بن ميمون يراوح بين قدميه في الصلاة".
ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد، قال: "رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16724عمرو بن ميمون يراوح بين قدميه، يضع هذه على هذه وهذه على هذه".
ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن هشام قال: "كان nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يراوح بين قدميه في الصلاة".
قوله: "وقد روي ذلك" أي الأمر بالمراوحة بين القدمين قد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - وقد ذكرناه الآن.
[ ص: 215 ] قوله: "وهو روى ذلك" أي والحال أن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود هو الذي روى التطبيق.
قوله: "معطوفا" أي مصروفا وموجها "على ما أجمعوا عليه".
قوله: "أفضل" بالنصب، خبر لقوله: "كما كان التفريق فيما ذكرنا".
وقوله: "يكون في سائر الأعضاء" أي يكون التقدير في سائر الأعضاء أفضل كذلك، وفي بعض النسخ: "في سائر الأشياء" والأول أصح.