حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16432عبد الله بن رجاء (ح).
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13857ابن أبي داود، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15503الوهبي nindex.php?page=showalam&ids=16442وعبد الله بن صالح، قالوا: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15136عبد العزيز بن الماجشون ، عن الماجشون ، وعبد الله بن الفضل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ... ، فذكروا بإسناده مثله.
ش: هذه ثلاث طرق صحاح: قد ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي بعينها في باب: ما يقال في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام ولكنه اقتصر هناك في المتن على: "وجهت وجهي" لأجل التبويب.
وقد ذكرنا أنه أخرجه الجماعة -غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري- مختصرا ومطولا .
والوهبي هو أحمد بن خالد بن محمد الكندي، واستوفينا الكلام هناك في nindex.php?page=showalam&ids=15136الماجشون، والمراد من nindex.php?page=showalam&ids=15136الماجشون الثاني هو يعقوب بن أبي سلمة عم عبد العزيز المذكور، وهم أهل بيت يلقبون nindex.php?page=showalam&ids=15135بالماجشون .
[ ص: 245 ] قوله: "وهو راكع" جملة اسمية حالية.
قوله: "اللهم لك ركعت" يعني يا الله ركعت لأجلك، وتأخير الفعل للاختصاص، والركوع: الميلان والخرور، يقال: ركعت النخلة إذا مالت، وقد يذكر ويراد به الصلاة، من إطلاق اسم الجزء على الكل.
قوله: "وبك آمنت" أي صدقت.
قوله: "وبك أسلمت" أي انقدت وأطعت.
قوله: "خشع لك سمعي" أي خشي وخضع، وخشوع السمع والبصر والمخ والعظم والعصب كالخضوع في البدن.
فإن قيل: كيف يتصور الخشوع من هذه الأشياء؟
قلت: ذكر الخشوع وأراد به الانقياد والطاعة، فيكون هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم.
فإن قيل: ما وجه تخصيص السمع والبصر من بين الحواس، وتخصيص المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاء البدن.
قلت: أما تخصيص السمع والبصر فلأنهما أعظم الحواس وأكثرها فعلا وأقواها عملا وأمسها حاجة; ولأن أكثر الآفات للمصلي بهما; فإذا خشعتا قلت الوساوس الشيطانية.
وأما تخصيص المخ والعظم والعصب; فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم ثم العصب; لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فهذه عمد بنية الحيوان وأطنابها، وأيضا العصب خزانة الأرواح النفسانية، واللحم والشحم غاد ورائح، فإذا حصل الانقياد والطاعة عن هذه فالذي يتركب عليها بالطريق الأولى.
فإن قيل: ما معنى انقياد هذه الأشياء؟
[ ص: 246 ] قلت: أما انقياد السمع فالمراد به: قبول سماع الحق والإعراض عن سماع الباطل.
وأما انقياد البصر فالمراد به: صرف نظره إلى كل ما ليس فيه حرمة والاعتبار به في المشاهدات العلوية والسفلية.
وأما انقياد المخ والعظم والعصب فالمراد به: انقياد باطنه كانقياد ظاهره; لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيدا معتبرا، وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة، وترك الغل والغش والحقد والحسد والظنون والأوهام الفاسدة ونحو ذلك من الأشياء التي تخبث الباطن.
وانقياد الظاهر عبارة عن استعمال الجوارح بالعبادات كل جارحة بما تخصها من العبادة التي وضعت لها.
فإن قيل: ما وجه ارتباط قوله: "خشع لك سمعي" بما قبله، وما وجه ترك العاطف بين الجملتين.
قلت: كأن هذا وقع بيانا لقوله: "ولك أسلمت" فلذلك ترك العاطف; لأن معنى لك أسلمت: انقدت وأطعت، ومعنى خشع سمعي ... إلى آخره: الانقياد والإطاعة كما قررناه، فكأنه - عليه السلام - بين نوعي الانقياد والإطاعة بقوله: "خشع سمعي ... " إلى آخره بعد الإجمال، فقوله: "خشع سمعي وبصري" بيان الانقياد الظاهر، وقوله: "مخي وعظمي وعصبي" بيان الانقياد الباطن، فهذه الأسئلة والأجوبة لاحت لي في هذا الموضع من الفيض الإلهي والسر الرحماني، فلله المنة والحمد.
قوله: "وشق سمعه وبصره" من الشق بفتح الشين أي فلق وفتح، والشق بكسر الشين نصف الشيء، واستدل nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بهذا على أن الأذنين من الوجه، والجواب [ ص: 247 ] عنه: أن المراد بالوجه جملة الذات كقوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه ويؤيد هذا أن السجود يقع بأعضاء أخر مع الوجه، وأيضا: أن الشيء يضاف إلى ما يجاوره كما يقال: بساتين البلد.