فقد رأيناكم تجمعون على أن المصلي وحده يقولها مع قوله: " سمع الله لمن حمده"; فكما كان من يصلي وحده يقولها وليس بمأموم، ولم ينف ذلك ما ذكرنا من قول رسول الله - عليه السلام -; كان الإمام أيضا يقولها كذلك، ولا ينفي ذلك ما ذكرنا من قول رسول الله - عليه السلام -.
ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين وأبا بردة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبا يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في المشهور; فإنهم قالوا: بل يجمع الإمام بين التسميع والتحميد. وإليه ذهبت الظاهرية أيضا.
وفي "المغني" nindex.php?page=showalam&ids=13439لابن قدامة: وهذا قول أكثر أهل العلم، منهم: nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة - رضي الله عنهم -.
قوله: "ثم يقول المأموم: ربنا ولك الحمد خاصة" يعني لا يجمع بينه وبين "سمع الله لمن حمده"; وفيه خلاف nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في "جامعه": وقال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وغيره: يقول من خلف الإمام: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" مثل ما يقول الإمام; وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وإسحاق .
قلت: وهو قول ابن نافع وعيسى من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا، وإليه ذهبت الظاهرية أيضا.
[ ص: 292 ] وقال صاحب "المغني": قال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وأبو بردة nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وإسحاق: يقول المأموم ذلك كالإمام. انتهى.
قلت: عده nindex.php?page=showalam&ids=14954أبا يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمدا منهم ليس بصحيح; فإن مذهبهما كمذهب الجمهور: أن المأموم يقتصر على التحميد ولا يجمع بينهما.
قوله: "وقالوا" أي قال الآخرون; هذا جواب عما استدل به أهل المقالة الأولى بالآثار المذكورة على أن التسميع لا يقوله الإمام دون المأموم وهو ظاهر.
قوله: فقد رأيناكم تجمعون على أن المصلي وحده يقولها مع قوله: "سمع الله لمن حمده" أي يقول: "ربنا لك الحمد" مع "سمع الله لمن حمده" وفيه كلام; فقال صاحب "البدائع": وإن كان منفردا يأتي بالتسميع في ظاهر الرواية، وكذا بالتحميد عندهم، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة روايتان:
روى المعلى، عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أنه قال: يأتي بالتسميع دون التحميد.
وإليه ذهب الشيخ أبو القاسم الصفار والشيخ أبو بكر الأعمش، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة: أنه يجمع بينهما. وذكر في بعض النوادر عنه: أنه يأتي بالتحميد لا غير. وفي "الجامع الصغير" ما يدل عليه; فإن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبا يوسف قال: سألت nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة عن الرجل يرفع رأسه من الركوع في الفريضة يقول: اللهم اغفر لي؟ قال: يقول: ربنا لك الحمد، ويسكت.
وما أراد به الإمام لأنه لا يأتي بالتحميد عنده; فكان المراد به المنفرد.
وجه هذه الرواية: أن التسميع ترغيب في التحميد، وليس معه من يرغبه، والإنسان لا يرغب نفسه; فكانت حاجته إلى التحميد لا غير.
وجه رواية المعلى: أن التحميد يقع في حالة القومة وهي مسنونة، وسنة الذكر تختص بالفرائض والواجبات كالتشهد في القعدة الأولى; ولهذا لم يشرع في القعدة بين السجدتين.
[ ص: 293 ] وجه رواية nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بينهما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - ولا محمل له سوى حالة الانفراد; ولهذا كان عمل الأمة على هذا; وما كان الله ليجمع أمة محمد - عليه السلام - على ضلالة.