صفحة جزء
[ ص: 372 ] 1963 ص: وكان من حجتهم على أهل المقالة الأولى: أن كل من روى حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - سوى علي البارقي ، وسوى ما روى العمري، عن نافع، ، عن ابن عمر- إنما يقصد إلى صلاة الليل خاصة دون صلاة النهار، وقد ذكرنا ذلك في باب " الوتر". .


ش: أي وكان من دليلهم -أي دليل أهل المقالة الثانية- على أهل المقالة الأولى، وأشار به إلى الجواب عن الحديث المذكور، وهو أن كل من روى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر -غير علي البارقي، وغير عبيد الله العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر لم يذكروا في رواياتهم: "النهار" وإنما ذكروا: "الليل" فقط; ولهذا قال الترمذي: ورواه الثقات عن عبد الله بن عمر ، عن النبي - عليه السلام - ولم يذكروا فيه: "صلاة النهار". ولأجل ذلك أيضا قال النسائي: وهذا الحديث عندي خطأ.

وقال الدارقطني: هذا غير محفوظ، وإنما تعرف: "صلاة النهار" عن يعلى بن عطاء ، عن علي البارقي ، عن ابن عمر، وقد خالفه نافع -وهو أحفظ منه- فذكر أن صلاة الليل مثنى مثنى والنهار أربعا، وفي رواية يحيى ، عن عبيد الله ، عن نافع: "أن ابن عمر كان يصلي بالليل مثنى مثنى وبالنهار أربعا" ورواه وهب بن وهب القاضي -وهو متروك- عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى" ووهم فيه والمحفوظ عن عبيد الله ما ذكرناه.

وروى إبراهيم الحنيني ، عن مالك والعمري ، عن نافع ، عن ابن عمر يرفعه: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى" وكذلك روي عن عبد الله ، عن نافع. ولا يثبت عنه، وإنما تعرف هذه اللفظة من رواية الحنيني .

قال ابن عبد البر: ورواية الحنيني خطأ لم يتابعه عن مالك أحد.

وفي سؤالات "مضر بن محمد": سألت يحيى بن معين عن صلاة الليل والنهار

[ ص: 373 ] فقال: صلاة النهار أربع لا يفصل بينهن، وصلاة [الليل] ركعتان، فقلت: إن أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. قال: بأي حديث؟ قلت: بحديث شعبة ، عن يعلى ، عن علي الأزدي ، عن ابن عمر. فقال: ومن علي الأزدي حتى أقبل منه هذا؟! أدع يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن نافع، عن ابن عمر: "أنه كان يتطوع بالنهار أربعا لا يفصل بينهن" وآخذ بحديث علي الأزدي؟! لو كان حديث علي صحيحا لم يخالفه ابن عمر .

قال يحيى: وكان شعبة يتقي هذا الحديث وربما لم يرفعه، وقال الفضل بن زياد: قيل لأحمد: رواه أحد عن ابن عمر غير علي؟ قال: نعم، إلا أنه أوقفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية