ش: أي وقال الآخرون في جواب ما احتج به القوم المذكورون بقوله - عليه السلام -: "هذه القبلة".
[ ص: 169 ] بيانه: أن قوله: "هذه القبلة" يحتمل ما ذكرتم، ويحتمل أن يكون النبي - عليه السلام - أراد به: أن هذه القبلة التي يصلي إليها إمامكم الذي تأتمون به، فعندها يكون مقام الإمام، فأراد - عليه السلام - بذلك تعليمهم ما أمر الله -عز وجل- من قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فإذا كان كذلك لا يتم به الاستدلال.
قوله: "ولكن في ترك النبي - عليه السلام - الصلاة فيها" إشارة إلى الجواب عن الحديث المذكور.
بيانه: أن ترك النبي - عليه السلام - الصلاة في الكعبة في الحديث المذكور ليس دليلا على عدم جواز الصلاة فيها ; لأنه يجوز أن يكون ترك الصلاة فيها في ذلك الوقت وصلى في وقت آخر.
على أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد المذكور معارض بما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في "مسنده" nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في "صحيحه" في النوع الخامس عشر من القسم الخامس عن عمارة ابن عمير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11866أبي الشعثاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد: nindex.php?page=hadith&LINKID=72622 "أن النبي - عليه السلام - صلى في الكعبة بين الساريتين".
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فإنه معلل بالإرسال ; فإنه رواه عن أخيه nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس .
وقال السهيلي في "الروض الأنف": أخذ الناس بحديث nindex.php?page=showalam&ids=115بلال لأنه مثبت، وقدموه على حديث ابن عباس لأنه نافي، وإنما يؤخذ بشهادة المثبت، ومن تأول قول بلال أنه صلى أي دعا فليس بشيء ; لأن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: "أنه صلى ركعتين" رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .