حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس ، قال : أنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا حدثه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب بن أبي تميمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : " أن رسول الله - عليه السلام - انصرف من اثنتين ، فقال له ذو اليدين : أقصرت الصلاة ؟ . . . " ثم ذكر نحو ما بعد ذلك من حديث حماد بن زيد . ولم يذكر في هذا الحديث ما ذكره حماد في حديثه من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - " .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال : ثنا ، nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - . . . " ثم ذكر مثله .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17353يزيد بن إبراهيم ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : " صلى النبي - عليه السلام - إحدى صلاتي العشي . . . " ، ثم ذكر نحوه ، ولم يقل أبو بكرة في هذا الحديث : "صلى بنا " .
حدثنا محمد ، بن النعمان ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، قال : ثنا ابن أبي لبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - . . . " ثم ذكر مثله .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس ، قال : أنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا حدثه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ،عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : " صلى بنا رسول الله - عليه السلام - . . . " ثم ذكر نحوه .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551أبو بكرة ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15705حرب بن شداد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : " صلى لنا رسول الله - عليه ، السلام - . . . " ثم ذكر نحوه .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12394إبراهيم بن منقذ ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12407إدريس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16455عبد الله بن عياش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723ابن هرمز ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مثله ، وزاد : " وسجد سجدتي السهو بعد السلام " .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع المؤذن ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15799خالد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "أن النبي - عليه السلام - انصرف من ركعتين . . . " . فذكر نحو ذلك غير أنه لم يذكر السلام الذي قبل السجود .
ش: هذه ثلاثة عشر طريقا كلها صحاح .
الأول : عن nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع بن سليمان المؤذن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : عن أبي الربيع الزهراني ، عن حماد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مثله .
الثاني : عن نصر بن مرزوق ، عن الخطيب بن ناصح الحارثي ، عن وهيب بن خالد البصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني وعبد الله بن عون المزني البصري وسلمة بن علقمة التميمي البصري ثلاثتهم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - عليه السلام - .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : من حديث سلمة بن علقمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - . . . " بمعنى حديث حماد كله إلى آخر قوله : "نبئت أن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال : ثم سلم ، قال : قلت : فالتشهد ؟ قال : لم أسمع في التشهد ، وأحب إلي أن يتشهد " . ولم يذكر : "كان يسميه ذا اليدين " ولا ذكر : "فأومئوا " ولا ذكر الغضب " انتهى .
قلت : حديث nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد هو الذي ذكرناه ، عن أبي داود عن قريب فافهم .
الثالث : عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب بن أبي تميمة السختياني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : عن nindex.php?page=showalam&ids=80محمد بن مسلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . . . إلى آخره نحوه .
الرابع : عن nindex.php?page=showalam&ids=15551أبي بكرة بكار القاضي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، عن هشام بن حسان القردوسي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
الخامس : عن nindex.php?page=showalam&ids=15551أبي بكرة بكار القاضي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15698الحجاج بن المنهال الأنماطي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17353يزيد بن إبراهيم التستري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة . . . إلى آخره .
السادس : عن محمد بن النعمان السقطي ، عن عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبيد الله بن حميد الحميدي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن أبي لبيد الثقفي المدني من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه السراج في "مسنده " نحوه .
السابع : عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن أبي سفيان اسمه قزمان -قاله الدارقطني - مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش القرشي الأسدي روى له الجماعة .
التاسع : عن nindex.php?page=showalam&ids=15551أبي بكرة بكار أيضا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11928أبي داود سليمان أيضا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15975سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي سلمة عبد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا : عن سليمان بن عبيد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15578بهز بن أسد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . . . إلى آخره .
العاشر : عن nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . . . إلى آخره .
الحادي عشر : عن nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع بن سليمان المؤذن شيخ أبي داود والنسائي وابن ماجه ، عن شعيب بن الليث من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب من رجال الجماعة ، عن عمران بن أبي أنس المصري من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، عن أبي سلمة عبد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : عن nindex.php?page=showalam&ids=15920عيسى بن حماد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث . . . إلى آخره نحوه سواء .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مصنفه : عن nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث إلى آخره نحوه .
وهذا الحديث ينادي بأعلى صوته أن ذا اليدين وذا الشمالين كلاهما واحد وأنهما لقبان على خرباق السلمي كما قد ذكرناه ، وفيه رد على من قال : إن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وهم في قوله : "أن ذا اليدين وذا الشمالين " ، واحد وأنه تفرد به ، وقد مضى الكلام فيه مستقصى .
الثاني عشر : عن nindex.php?page=showalam&ids=12394إبراهيم بن منقذ العصفري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12407إدريس بن يحيى الخولاني المصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16455عبد الله بن عياش -بالياء آخر الحروف المشددة-بالشين المعجمة- ابن عباس -بالباء الموحدة والسين المهملة- القتباني المصري ، فهو وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي قد ضعفه فهو من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وغيره .
وهو يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=13723عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
الثالث عشر : عن nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع بن سليمان المؤذن -صاحب الشافعي - عن nindex.php?page=showalam&ids=15799خالد بن عبد الرحمن الخراساني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب المدني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - . [ ص: 23 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في "مسنده " : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16681عمرو بن علي ، نا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، نا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "أن رسول الله - عليه السلام - سلم في ركعتين ، فقالوا : يا رسول الله ، نسيت أو قصرت الصلاة ؟ فقال رسول الله - عليه السلام - : لم nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ولم تقصر الصلاة . قالوا : يا رسول الله نسيت ، فركع ركعتين أخريين وسجد سجدتين " . انتهى .
قوله : "الظهر أو العصر " شك من الراوي ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، والدليل عليه ما جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - إحدى صلاتي العشي قال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : سماها nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ولكن نسيت أنا " .
قوله : "وأكبر ظني أنه ذكر الظهر " هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين أي : أكبر ظني أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ذكر صلاة الظهر ، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب "الأدب " وأطلق على الظهر والعصر صلاة العشي ; لأن العشي يطلق على ما بعد الزوال إلى المغرب ، وقيل : العشي من زوال الشمس إلى الصباح ، وفي "الصحاح " : العشي والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة .
قلت : الذي قاله الجوهري هو أصل الوضع ، وفي الاستعمال : يطلق على ما ذكرنا .
قوله : "مقدم المسجد " بفتح الدال المشددة .
قوله : "إحداهما على الأخرى " قد فسره في رواية أخرى بقوله : "وشبك بين أصابعه . . . " .
قوله : "ثم خرج سرعان الناس " بفتح السين والراء والعين المهملات ، أي أخفاؤهم والمستعجلون منهم وأوائلهم ويلزم الأعراب "نونه " في كل وجه ، هو الصواب الذي قاله الجمهور من أهل الحديث واللغة ، وكذا ضبطه المتقنون ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : "السرعان " -بفتح السين والراء- أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة ، ويجوز تسكين الراء . [ ص: 24 ] قلت : وكذا نقل القاضي عن بعضهم ، قال : وضبطه الأصيلي في "المغازي " -بضم السين وإسكان الراء- ووجهه أنه جمع سريع كفقير وفقران وكثيب وكثبان ، ومن قال : "سرعان " بكسر السين فهو خطأ ، وقيل : يقال أيضا : سرعان -كسر السين وسكون الراء-وهو جمع سريع كرعيل ورعلان وأما قولهم : سرعان ما فعلت ، ففيه ثلاث لغات : الضم والكسر والفتح ، مع إسكان الراء والنون مفتوحة أبدا .
قوله : "فقام رجل طويل اليدين " وفي رواية : "فقام ذو اليدين " وفي رواية : "رجل من بني سليم " وفي رواية : "رجل يقال له : الخرباق بن عمرو وكان في يده طول " . وفي رواية : "رجل بسيط اليدين " . هذا كله رجل واحد ، واسمه : الخرباق ابن عمرو ، ولقبه : ذو اليدين ، وذو الشمالين ، كما ذكرناه فيما مضى مستقصى .
قوله : "لم أنس ولم تقصر الصلاة " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "كل ذلك لم يكن " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : "كل ذلك لم أفعل " قال النووي : فيه تأويلان :
أحدهما : أن معناه لم يكن المجموع ولا ينفي وجود أحدهما .
والثاني : وهو الصواب معناه : لم يكن لا ذاك ولا ذا في ظني ، بل ظني أني كملت الصلاة أربعا ، ويدل على صحة هذا التأويل وأنه لا يجوز غيره ، أنه جاء في رواية للبخاري في هذا الحديث أن النبي - عليه السلام - قال : "لم تقصر ولم أنس " ويقال : "لم أنس " يرجع إلى السلام ، أي : لم أسه فيه ، إنما سلمت قصدا ، ولم أسه في نفس السلام ، وإنما سهوت ، عن العدد ; قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : "وهذا فاسد ; لأنه حينئذ لا يكون جوابا عما سئل عنه ، ويقال : بين النسيان والسهو فرق ; فقيل : كان النبي - عليه السلام - يسهو ولا ينسى ، ولذلك نفى عن نفسه النسيان ; لأن فيه غفلة ولم يغفل ، قاله القاضي . وقال القشيري : يبعد الفرق بينهما في استعمال اللغة ، وكأنه يتلوح من اللفظ ، على أن النسيان عدم الذكر لأمر لا يتعلق بالصلاة ، والسهو عدم الذكر لأمر يتعلق بها ، ويكون النسيان : الإعراض عن تفقد أمورها حتى يحصل عدم الذكر ، والسهو : عدم الذكر لا لأجل الإعراض ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : لا نسلم الفرق ، ولئن سلم فقد [ ص: 25 ] أضاف - عليه السلام - النسيان إلى نفسه في غير مما موضع بقوله : "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني " .
وقال القاضي : إنما أنكر - عليه السلام - نسيت المضافة إليه ، وهو قد نهى عن هذا بقوله : "بئسما لأحدكم أن يقول نسيت كذا ، ولكنه نسي " وقد قال أيضا : "لا أنسى " على النفي ولكن أنسى " .
وقد شك بعض الرواة في روايته فقال : " أنس ، أو أنسى " وأن "أو " للشك أو للتقسيم ، وأن هذا يكون منه مرة من قبل شغله ، ومرة يغلب ويجبر عليه ; فلما سأله السائل بذلك أنكره وقال : "كل ذلك لم يكن " وفي الأخرى "لم أنس ولم تقصر " أما القصر فبين ، وكذلك "لم أنس " حقيقة من قبل نفسي ولكن الله أنساني ، ويمكن أن يجاب عما قاله القاضي : أن النهي في الحديث عن إضافة نسيت إلى الآية الكريمة ; لأنه يفتح للمؤمن أن يضيف إلى نفسه نسيان كلام الله تعالى ، ولا يلزم من هذا النهي الخاص النهي عن إضافته إلى كل شيء ; فافهم .
وذكر بعضهم أن العصمة ثابتة في الإخبار عن الله تعالى ، وأما إخباره عن الأمور الوجودية فيجوز فيها النسيان .
قلت : تحقيق الكلام في هذا المقام أن قوله : "لم أنس ولم تقصر الصلاة " مثل قوله : "كل ذلك لم يكن " والمعنى : كل من القصر والنسيان لم يكن ، فيكون في معنى : لا شيء منهما بكائن ، على شمول النفي وعمومه لوجهين :
أحدهما : أن السؤال عن أحد الأمرين بـ"أم " يكون لطلب التعيين بعد ثبوت أحدهما عند المتكلم لا على التعيين ، فجوابه إما بالتعيين أو بنفيهما جميعا تخطئة [ ص: 26 ] للمستفهم ، لا ينفي الجمع بينهما حتى يكون نفي العموم ; لأنه عارف بأن الكائن أحدهما .
والثاني : لما قال : "كل ذلك لم يكن " قال له ذو اليدين : "قد كان بعض ذلك " ومعلوم أن الثبوت للبعض إنما ينافي النفي عن كل فرد لا النفي عن المجموع .
وقوله "قد كان بعض ذلك " موجبة جزئية ، ونقيضها السالبة الكلية ، ولولا أن ذا اليدين فهم السلب الكلي لما ذكر في مقابلته الإيجاب الجزئي ، وها هنا قاعدة أخرى وهي : أن لفظة كل إذا وقعت في حيز النفي كان النفي موجبها خاصة ، وأفاد بمفهومه ثبوت الفعل لبعض الأفراد ، كقولك : ما جاء كل القوم ، ولم آخذ كل الدراهم ، وقوله : ما كل ما يتمنى المرء يدركه ، وإن وقع النفي في حيزها اقتضى السلب عن كل فرد ; لقوله - عليه السلام - : "كل ذلك لم يكن " .
قوله : "فقالوا : نعم " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "فقال الناس : نعم " وفي رواية أبي داود : "فأومئوا : نعم " كما ذكرنا ، وأكثر الأحاديث : "قالوا : نعم " ويمكن أن يجمع بينهما بأن بعضهم أومأ ، وبعضهم تكلم ، ثم إذا كان كلاما لا إشارة كان إجابة للرسول - عليه السلام - وهي واجبة قال الله تعالى : استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم وقال بعض المالكية : لا يلزم أن تكون الإجابة بالقول ، بل يكفي فيها الإيماء ، وعلى تقدير أن تجب بالقول لا يلزم منه الحكم بصحة الصلاة ، لجواز أن تجب الإجابة ، ويلزمهم الاستئناف ، أو يكون النبي - عليه السلام - تكلم معتقدا للتمام والصحابة تكلموا مجوزين النسخ . انتهى .
ويضعف هذا قول ذي اليدين : "قد كان بعض ذلك " وقولهم : "نعم " بعد قوله : "أصدق ذو اليدين " فقد تكلموا بعد العلم بعدم النسخ .
فإن قيل : كيف تكلم ذو اليدين والقوم وهم بعد في الصلاة ؟ . [ ص: 27 ] قلت : قال النووي -رحمه الله- : فجوابه من وجهين :
الأول : أنهم لم يكونوا على اليقين من البقاء في الصلاة ; لأنهم كانوا مجوزين لنسخ الصلاة ، من أربع إلى ركعتين ، ولهذا قال ذو اليدين : "أقصرت الصلاة أم نسيت " .
والثاني : أن هذا كان خطابا للنبي - عليه السلام - وجوابا ، وذلك لا يبطل عندنا ولا عند غيرنا ، وفي روايةلأبي داود بإسناد صحيح "أن الجماعة أومئوا " أي : أشاروا : نعم ، فعلى هذه الرواية لم يتكلموا .
قلت : وفي الجواب الأول نظر كما ذكرنا الآن ، وقال القاضي : وقد يجاب عن هذا بأن يقال : يمكن أن يجاوبوه إشارة إذ لم يكن استدعى منهم النطق ، وفي كتاب أبي داود ما يشير إلى هذا ; لأنه ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر أشارا إليه أن يقوم ، ولعل أن من روى عنهما أنهما قالا : نعم أي : أشار ، فسمى الإشارة قولا .
ويستفاد منه أحكام :
الأول : احتج به بعضهم على جواز الترجيح بكثرة العدد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : لا حجة فيه ; لأنه إنما استكشف لما وقع له من التوقف في خبره حيث انفرد بالخبر عن ذلك الجمع لكثير وكلهم دواعيهم متوفرة ، وحاجتهم داعية إلى الاستكشاف عما وقع ، فوقعت الريبة في خبر المخبر لهذا ، وجوز أن يكون الغلط والسهو منه لا لأنها شهادة .
الثاني : فيه إشكال على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ; لأن عندهم أنه لا يجوز للمصلي الرجوع في قدر صلاته إلى قول غيره إماما كان أو مأموما ولا يعمل إلا على يقين نفسه ، واعتذر الشيخ محيي الدين النووي عن هذا بأنه - عليه السلام - سألهم ليتذكر ، فلما ذكروه تذكر بعلم السهو فبنى عليه ، لا أنه رجع إلى مجرد قولهم ، ولو جاز ترك يقين نفسه والرجوع إلى قول غيره ، لرجع ذو اليدين حين قال النبي - عليه السلام - : "لم تقصر ولم أنس " .
قلت : هذا ليس بجواب مخلص لأنه لا يخلو من الرجوع ، سواء كان رجوعه للتذكر أو لغيره ، وعدم رجوع ذي اليدين كان لأجل كلام الرسول - عليه السلام - لا لأجل يقين نفسه ، فافهم . [ ص: 28 ] وقال ابن القصار : اختلفت الرواية في هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، فمرة قال : يرجع إلى قولهم -وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة - لأنه قال : يبني على غالب ظنه ، وقال مرة أخرى : يعمل على يقينه ولا يرجع إلى قولهم ، كقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
الثالث : استدلت طائفة -منهم : nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي - على جواز الكلام في الصلاة لمصلحة الصلاة .
الرابع : استدلت به طائفة -منهم : nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد - أن الصلاة لا تفسد بالكلام ناسيا .