ففي هذا الحديث ما ينفي الصلاة عليهم من رسول الله - عليه السلام - ومن غيره ; فنظرنا في هذا الحديث كيف هو ؟ وهل زيد على ابن وهب فيه شيء ، فإذا nindex.php?page=showalam&ids=12391ابن مرزوق قد حدثنا ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر بن فارس ، قال : أنا nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : " أن رسول الله - عليه السلام - مر يوم أحد بحمزة ، - رضي الله عنه - وقد جدع ومثل به ، فقال : لولا أن تجزع nindex.php?page=showalam&ids=252صفية لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع فكفنه في نمرة ، إذا خمر رأسه بدت رجلاه ، وإذا خمر رجليه بدا رأسه ، فخمر رأسه ، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وقال : أنا شهيد عليكم يوم القيامة " .
ففي هذا الحديث أن النبي - عليه السلام - لم يصل يومئذ على أحد من الشهداء غير حمزة ، - رضي الله عنه - ، فإنه صلى عليه وهو أفضل شهداء أحد ، فلو كان من سنة الشهداء أن لا يصلى عليهم ، لما صلى على حمزة ، كما لم يغسله ، إذ كان من سنة الشهداء أن لا يغسلوا وصارما في هذا الحديث أن النبي - عليه السلام - صلى على حمزة ، ولم يصل على غيره ، فقد يحتمل أن يكون لم يصل على غيره لشدة ما به مما ذكرنا ، وصلى عليهم غيره من الناس .
ش: لما ذكر أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر - رضي الله عنه - يحتمل وجهين ، الثاني منهما : أنه يجوز أن يكون - عليه السلام - ترك الصلاة عليهم لشده الألم الذي نزل به ، وأن هذا لا ينفي صلاة غيره [ ص: 385 ] عليهم ; أورد عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ; فإنه أخبر فيه أنه لم يصل عليهم ، وهو يقتضي ترك الصلاة عليهم من رسول الله - عليه السلام - ومن غيره ، فلذلك ذكره أولا .
وأخرجه بإسناد صحيح : عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى المصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد الليثي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم : عن محمد بن يعقوب ، أبنا ابن عبد الحكم ، أبنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب حدثه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا حدثه : "أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ، ولم يصل عليهم " .
وقال : وهو صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولم يخرجاه .
ثم أخرج عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا بزيادة على حديثه المذكور تدل على أن المراد من قوله في ذاك الحديث "ولم يصل عليهم " غير حمزة ، فإنه صلى عليه لكونه أفضل شهداء أحد ، ولم يصل على غيره ، لما ذكرنا من أجل شدة الألم الذي نزل به واشتغل به عن الصلاة عليهم ، وهو ما رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر بن فارس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك . . . إلى آخره .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقال : حديث غريب لا نعرفه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس إلا من هذا الوجه ، وفي حديثه : "لم يصل عليهم " .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم أيضا : ولفظه : "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره . . . " الحديث .
فإن قيل : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في "علله " قال nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد : حديث أسامة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس غير محفوظ ، غلط فيه أسامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بهذه الألفاظ ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر ، عن أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وزاد فيه حرفا لم يأت به غيره ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=674653 "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره يعني حمزة " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لم ينقل هذه اللفظة غير عثمان بن عمر البصري ، فليس بمحفوظ . قلت : أما nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد فقد احتج به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم واستشهد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأما عثمان بن عمر البصري فقد اتفق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم على الاحتجاج بحديثه ، والزيادة من الثقة مقبولة . والله أعلم . [ ص: 387 ] قوله : "وقد جدع " جملة وقعت حالا من الجدع وهو قطع الأنف أو الأذن أو الشفة والمعنى ها هنا أن رسول الله - عليه السلام - مر يوم أحد على حمزة والحال أنه وجده وهو مقطوع الأنف .
قوله : "ومثل به " من مثلت بالحيوان أمثل مثلا -بالسكون- إذا قطعت أطرافه وشوهت به ، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه والاسم المثلة ومثل بالتشديد للمبالغة وبابه من نصر ينصر .
قوله : "لولا أن تجزع nindex.php?page=showalam&ids=252صفية " وهي أخت حمزة ، عمة النبي - عليه السلام - بنت عبد المطلب ، وهي أم الزبير بن العوام ، ولم يسلم من عمات النبي - عليه السلام - وكن ستا غير nindex.php?page=showalam&ids=252صفية ، وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=10982عاتكة أيضا .
قوله : "في نمرة " بفتح النون وكسر الميم ، وهي كل شملة مخططة من مآزر الأعراب وجمعها نمار ، كأنها أخذت من لون النمر ، لما فيها من السواد والبياض .
قوله : "إذا خمر " أي غطى ، ومنه الخمار لتغطيته الرأس ، والخمر لتغطيته العقل .
قوله : "حتى تأكله العافية " أي السباع والطير التي تقع على الجيف فتأكلها ، وتجمع على العوافي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : العافية والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر ، وجمعهما العوافي وقد تقع العافية على الجماعة ، يقال : عفوته واعتفيته أي أتيته أطلب معروفه .