حدثنا فهد ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16638علي بن معبد ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير بن عبد الحميد ، عن صدقة بن يسار ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . . . ، فذكر مثله .
ش: هذان طريقان صحيحان :
الأول : عن nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11980أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي شيخ البخاري . . . إلى آخره .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13748محمد بن عبد الله ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=651427 "وقت رسول الله - عليه السلام - لأهل المدينة : ذا الحليفة ، ولأهل نجد قرن ، ولأهل الشام الجحفة ، قال : هؤلاء الثلاث حفظتهن عن رسول الله - عليه السلام - ، وحدثت أن رسول الله - عليه السلام - قال : ولأهل اليمن يلملم ، فقيل له : العراق ؟ قال : لم يكن يومئذ عراق" .
الثاني : عن فهد بن سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16638علي بن معبد بن شداد . . . إلى آخره .
قوله : "وقت" من التوقيت ، وهو أن يجعل للشيء وقت يختص به ، وهو بيان مقدار المدة ، وكذلك التأقيت ، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان ، فقيل للموضع : ميقات ، وقد ذكرناه .
قوله : "ذا الحليفة" ذو الحليفة : ماء لبني جشم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : على سبعة أميال من المدينة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : ستة .
[ ص: 36 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : لمن جاء من جميع البلاد على طريق المدينة ، أو كان من أهل المدينة : ذو الحليفة وهو من المدينة على أربعة أميال ، وهو من مكة على مائتي ميل غير ميلين .
وقال الكرماني في "مناسكه" : بينها وبين المدينة ميل أو ميلان ، والميل ثلث فرسخ ، وهو أربعة آلاف ذراع ، ومنها إلى مكة عشر مراحل .
وفي موضع آخر : من مدينة رسول الله - عليه السلام - إلى ذي الحليفة - وهي السمرة ومنها يحرم أهل المدينة - خمسة أميال ونصف ، مكتوب على الميل الذي وراءها قريب من ستة أميال من البريد ، ومن هذا البريد أهل سيدنا رسول الله - عليه السلام - ، وبذي الحليفة عدة آبار ومسجدان لرسول الله - عليه السلام - ، المسجد الكبير الذي يحرم منه الناس ، والمسجد الآخر مسجد المعرس .
وقال ابن التين: هي أبعد المواقيت من مكة تعظيما لأجر النبي - عليه السلام - .
قوله : "الجحفة" بضم الجيم وسكون الحاء المهملة قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : هي قرية جامعة بها منبر ، بينها وبين البحر نحو ستة أميال وغديرخم على ثلاثة أميال منها وهي ميقات المتوجهين من الشام ومصر والمغرب ، وهي على ثلاث مراحل من مكة أو أكثر ، وعلى ثمانية مراحل من المدينة ، سميت بذلك لأن السهول أجحفت بما حولها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : أخرجت العماليق بني عبيل - وهم أخوة عاد - من يثرب فنزلوا الجحفة وكان اسمها مهيعة ، فجاءهم السيل فاجتحفهم فسميت الجحفة .
وفي كتاب " أسماء البلدان" : لأن سيل الجحاف نزل بها فذهب بكثير من الحاج وبأمتعة الناس ورحالهم ، فمن ذلك سميت الجحفة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : وقد سماها رسول الله - عليه السلام - مهيعة ، بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء آخر الحروف والعين المهملة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : قال بعضهم : بكسر الهاء .
[ ص: 37 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : الجحفة : ما بين الغرب والشمال من مكة ، ومنها إلى مكة اثنان وثمانون ميلا .
قوله : "ولأهل نجد قرن" النجد في اللغة ما أشرف من الأرض واستوى ، ويجمع على أنجد وأنجاد ونجود ونجد بضمتين .
وقال القزاز: سمي نجد لعلوه .
وقيل : سمي بذلك لصلابة أرضه وكثرة حجارته وصعوبته ، من قولهم : رجل نجد : إذا كان قويا شديدا ، وقيل : سمي نجدا لفزع من يدخله من أجل استيحاشه واتصال فزع السالكين له من قولهم : رجل نجد . إذا كان فزعا ، ونجد مذكر ، قال الشاعر :
ألم تر أن الليل يقصر طوله . . . بنجد وتزداد النطاق به بردا
ولو أنثه أحد ورده على البلد لجاز له ذلك .
والعرب تقول : نجد ونجد - بفتح النون وضمها لغتان - وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي في " أسماء البلدان" : النجد ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب إلى الطائف ، فالطائف من نجد ، والمدينة من نجد ، وأرض اليمامة والبحرين إلى عمان .
وقال أبو عمر : نجد ما بين جرش إلى سواد الكوفة ، وحده مما يلي الغرب : الحجاز ، وعن يسار الكعبة اليمن ، ونجد كلها من عمل اليمامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: نجد ما بين العذيب إلى ذات عرق وإلى اليمامة وإلى جبلي طيئ وإلى وجدة وإلى اليمن ، والمدينة لا تهامية ولا نجدية ، فإنها فوق الغور ، ودون نجد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي: نجد اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن والعراق والشام .
وقال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحية الجبال كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة ، وما وراء ذلك ذات عرق إلى تهامة .
[ ص: 38 ] وقال القتيبي : ثنا الرياشي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي قال : العرب تقول : إذا علوت نجدا مصعدا فقد نجدت ولا تزال منجدا حتى تنحدر في ثنايا ذات عرق ، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر ، فإذا عرض لك الحرار وأنت تنجد فتلك الحجاز .
وقال ياقوت : نجد تسعة مواضع ، ونجد المشهورة فيها اختلاف كثير ، والأكثر أنها اسم للأرض التي أعلاها تهامة وأسفلها العراق والشام .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : نجد ناحية المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهلها .
وذكر في "المنتهى" : نجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور أعلى تهامة ، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد .
وقال أبو عبيد البكري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : نجد ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب ، والطائف من نجد ، والمدينة من نجد .
وقال في موضع آخر : ونجد كلها من عمل اليمامة .
وقال عمارة بن عقيل : ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد ، وحذاء نجد أسافل الحجاز .
قال : وسمعت الباهلي يقول : كل ما وراء الخندق - خندق كسرى الذي خندقه على سواد العراق - فهو نجد إلى أن يميل إلى الحرة ، فإذا أملت إلى الحرة فأنت في الحجاز حتى تغور .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : ما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق ، والشرف كبد نجد ، وكانت منازل الملوك من بني آكل المرار ، وفيه اليوم حمى ضرية ، وفيه الربذة وما كان منه إلى الشرق فهو نجد .
وأما "قرن" فذكر nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن من جاء على طريق نجد من جميع البلاد فميقاته قرن المنازل ، وهو شرف مكة شرفها الله ، ومنه إلى مكة اثنان وأربعون ميلا .
[ ص: 39 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : هو قرن المنازل ، وقرن الثعالب ، وقرن غير مضاف ، وهو على يوم وليلة من مكة .
وقال القابسي: من قال قرن بالإسكان أراد الجبل المشرف على الموضع ، ومن قال بالفتح أراد الطريق الذي يفرق منه فإنه موضع فيه طرق مفترقة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في "شرح المسند" : وكثيرا ما يجيء في ألفاظ الفقهاء وغيرهم بفتحها وليس صحيح .
وقال الجوهري : قرن موضع وهو ميقات أهل نجد ومنه أويس القرني - رضي الله عنه - .
والذي يقوله المؤرخون والنسابون أن قرنا بسكون الراء ، ونسب أويس بفتح الراء اسم قبيلة لا مكان .
قوله : "يلملم" بياء آخر الحروف مفتوحة ولام ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ويقال : ألملم وهو الأصل والياء بدل منه ، على ميلين من مكة ، وهو جبل من جبال تهامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : هو جنوب مكة ومنه إلى مكة ثلاثون ميلا .
وفي "شرح المهذب" : يصرف ولا يصرف .
وفي "المحكم" : يلملم وألملم : جبل .
وقال البكري: أهله كنانة ، وتنحدر أوديته إلى البحر ، وهو في طريق اليمن إلى مكة ، وهو من كبار جبال تهامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هو واد به مسجد رسول الله - عليه السلام - وبه عسكرت هوازن يوم حنين .
فإن قيل : ما وزنه ؟
قلت : فعيعل كصمحمح ، وليس هو من لملمت ؛ لأن ذوات الأربع لا تلحقها الزيادة في أولها إلا في الأسماء الجارية على أفعالها نحو مدحرج .
[ ص: 40 ] قلت : فعلى هذا الميم الأولى واللام الثانية زائدتان ، ولهذا قال الجوهري في باب الميم وفصل الياء : يلم ثم قال : يلملم لغة في ألملم ، وهو ميقات أهل اليمن .
قوله : "قيل له : فالعراق " اعلم أن العراق في اللغة هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفل القربة ، وبه سمي العراق لأنه بين البر والريف ، وعن ابن دريد : زعموا أن العراق سميت عراقا لتواشيح عروق الشجر والنخل فيها ، كأنه أراد عرقا ثم جمع عراقا ، وقال : بل سميت عراقا لأن العجم سمته إيران شهر ومعناه كثيرة النخل والشجر فقيل : عراق .
وقال الجواليقي: هذا اللفظ بعيد من لفظ العراق .
وعن ابن الأنباري : العراق مذكر .
وعن صاحب "العين" : العراق شاطئ البحر على طوله ، وبه سميت العراق عراقا لأنه شاطئ دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر .
وعن أبي عمرو عن الخزاعي: عراق البحر ، العراق : شاطئ الماء ، وخص بعضهم به شاطئ البحر ، والجمع أعرقة وعروق ، والعراقان : الكوفة والبصرة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : أسفل كل أرض عراقها .
وفي "الجامع" : سمي بالعراق لانخفاضه عن البحر ، وقيل : هو جمع عرق لضرب من الطير المصطف ، وقيل : العراق الواحد منه عرق ، وهي مواضع سمي هذا المكان بها .
وقال الجوهري: العراق بلاد تذكر وتؤنث ، ويقال : هو فارسي معرب .
وفي "البارع" لأبي علي القالي : العراق ما يحيط بالظهر من اللحم ، مثل الخثار ، يعني : وبه سمي العراق .
وفي "الزاهر" لابن الأنباري عن قطرب : إنما سمي عراقا لأنه دنى من البحر وفيه سباخ وشجر .
[ ص: 41 ] وقال ابن حوقل في كتاب "البلدان" : حد العراق من تكريت إلى عبادان ، وعرضه من القادسية على الكوفة وبغداد إلى حلوان ، وعرضه بنواحي واسط من سواد واسط إلى قرية الطيب ، وبنواحي البصرة من البصرة إلى حدود طيئ ، والذي يطيف بحدوده من تكريت فيما يلي المشرق حتى يجوز بحدود شهرزور ، ثم يمر على حدود حلوان وحدود السيرون والصيمرة ، والطيب والسوس حتى ينتهي إلى حدود طيئ ثم إلى البحر فيكون في هذا الحد من تكريت إلى البحر تقويس ، ويرجع على حد المغرب من وراء البصرة في البادية على سواد البصرة وبطاحها إلى واسط ، ثم على سواد الكوفة وبطاحها إلى الكوفة ، ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار ثم من الأنبار إلى حد تكريت بين دجلة والفرات من هذا الحد من البحر على الأنبار إلى تكريت بتقويس أيضا فهذا المحيط بحدود عراق ، وهو من تكريت إلى البحر ما يلي المشرق على تقويسة نحو شهر ، ومن البحر راجعا في حد المغرب على تقويسة إلى تكريت فنحو شهر أيضا ، وعرضه على بغداد من حلوان إلى القادسية إحدى عشرة مرحلة ، وعلى قمئة سر من رأى من دجلة إلى شهرزور والجبل نحو خمس مراحل ، والعرض بواسط إلى نواحي خورستان نحو أربع مراحل .
وأما ذات عرق فقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : ذات عرق : ثنية أو هضبة بينها وبين مكة يومان وبعض يوم .
وقال الكرماني : ذات عرق أول بلاد تهامة ودونها بميلين ونصف مسجد رسول الله - عليه السلام - فإذا صرت عند الميل الثامن رأيت هناك بيوتا في الجبل خرابا وهي للأعراب يمنة عن الطريق ، ويقال : إنه هذا الموضع ذات عرق الجاهلية ، وأهل ذات عرق يقولون : الجبل كله ذات عرق وبعض أهل العلم كان يقول : يحرم من ذات عرق الجاهلية ، وذات عرق لبني هلال بن عامر بن صعصعة ، وبها بركة تعرف بقصر الوصيف ، وبها من الآبار الكبار ثلاثة آبار ، وآبار صغار كثيرة ، ومن ذات عرق إلى الغمر تسعة أميال ، وعلى ميلين من ذات عرق عين وآبار ونخل ، وبقربه قبر أبي رغال ، وبالقرب منها بستان منه إلى مكة ثمانية عشر ميلا .
[ ص: 42 ] وقال ياقوت: هو الحد بين نجد وتهامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : عرق : جبل مشرف على ذات عرق .
وقال الجوهري: ذات عرق : موضع بالبادية .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب: ما بين ذات عرق إلى البحر غور وتهامة ، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج ، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق .
فإن قيل : كيف وقت النبي - عليه السلام - هذه المواقيت وهذه المواضع وما وراءها كانت دار كفر ؟
قلت : هذا لا يمشي إلا في ذات عرق ، فإن الآثار اختلف فيمن وقت لأهل العراق ذات عرق ؛ ففي بعضها أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب هو الذي وقت ذلك ، إذ العراق فتح في زمانه ، والصحيح الذي عليه الأثبات : أن النبي - عليه السلام - هو الذي وقته .
وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " : أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقته ، ورجحه بعض أهل العلم بما ذكرناه من أنها فتحت في زمانه وأنها كانت في حياة النبي - عليه السلام - [دار] كفر وهذا الاحتجاج باطل لأن الشام كانت حينئذ دار كفر أيضا بإجماع النقلة ، وإنما وقت النبي - عليه السلام - هذه المواقيت على حسب ما علمه بالوحي من فتح المدائن والأقطار لأمته ، وقد قال - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=680455 "زويت له الأرض فأريت مشارقها ومغاربها . . . " الحديث .
وسيجيء كلام nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي فيه مستقصى إن شاء الله تعالى .