ش: أي هذا باب في بيان كيفية التلبية ، وهي إجابة المنادي أي إن إجابتي لك يا رب ، أخذت من لب بالمكان وألب إذا أقام به ، وألب على كذا إذا لم يفارقه ، ولم تستعمل إلا على لفظ التثبت في معنى التكرير ، أي إجابة بعد إجابة ، والتلبية من لبيك كالتهليل من لا إله إلا الله ، ويقال : تثنية لبيك يراد بها التكثير في العدد ، والعود مرة بعد أخرى ، وليس لها فعل من لفظها بل من معناها ، كأنك قلت : داومت وأقمت ، وقولهم : لبى يلبي ، مشتق من لفظ لبيك ، كما قالوا : حمدل وحوقل .
وذهب يونس إلى أن لبيك مفرد ، والياء فيه كالياء في لبيك وعليك وإليك ، وأصله لبب فعلل لا فعل لقلته ، فقلبت الياء الثالثة ياء استثقالا لثلاث باءات ، ثم قلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم ياء لإضافته إلى المضمر ، كما في لديك ، ورد nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عليه بقول الشاعر :
فلبى يلبي يدي مسور بالياء مع إضافته إلى الظاهر .
وقد اختلف في معنى لبيك ، فقيل : معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة ، من ألب بمكان كذا ، ولب به : إذا أقام به ولزمه .
وقيل معناه : اتجاهي وقصدي إليك ، مأخوذ من قولهم داري تلب دارك أي تواجهها .
وقيل : محبتي لك ، من قولهم : امرأة لبة إذا كانت محبة لزوجها ، أو عاطفة على ولدها .
[ ص: 79 ] وقيل : معناه إخلاصي لك ، وهو جواب الداعي وهو الخليل عليه الصلاة والسلام لما دعى الناس إلى الحج على أبي قبيس .
وقيل : على حجر المقام .
وقيل : عند ثنية كذا ، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن التلبية شريعة أمر الله بها لا علة لها إلا قوله تعالى : ليبلوكم أيكم أحسن عملا
فإن قيل : ما ناصبه ؟
قلت : قال nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : نصب على المصدر كقولهم : حمدا لله وشكرا . وكان حقه أن يقال : لبا لك ولكنه ثني على معنى التأكيد ، أي ألبابا بعد ألباب .
ويجوز الوجهان في : "إن الحمد والنعمة لك" ، ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : أن المختار هو كسرة همزة "إن" .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي : وكذا هو في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو ابتداء كلام ، كأنه لما قال : لبيك .
استأنف كلاما آخر فقال : إن الحمد والنعمة لك .
ووجه الفتح كأنه يقول : أجبتك لأن الحمد والنعمة لك في كل شيء وفيما دعوت إليه .
قوله : "والنعمة" الأشهر فيها الفتح ، ويجوز الرفع على الابتداء ، وخبر "إن" محذوف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الفتح في "إن" رواية العامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : الاختيار كسر "إن" وهو أجود معنى من الفتح ، ويجوز "والنعمة لك" على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره : إن الحمد لك والنعمة لك .
قال ابن الأنباري : وإن شئت جعلت خبر "إن" محذوفا .
وقال القاضي : قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : فمن فتح خص ومن كسر عم .