فدل هذا الحدث أنه كان . لأن الهدي المقلد لا يمنع من الإحلال إلا في المتعة خاصة هذا إن كان ذلك القول من بعد طوافه للعمرة وقد يحتمل أيضا أن يكون هذا القول كان منه قبل أن يحرم بالحج وقبل أن يطوف للعمرة ، فكان ذلك حكمه - لولا سياقه الهدي - يحل كما يحل الناس بعد أن يطوف ، فلم يطف حتى أحرم بالحج فصار قارنا ، فليس يخلو حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة الذي ذكرنا من أحد هذين التأويلين وعلى أيهما كان في الحقيقة فإنه قد نفى قول من قال : إنه مفرد بحج لم يتقدمها عمرة ولم يكن معها عمرة .
ش: أي روي عن النبي - عليه السلام - أيضا ما يدل على أنه كان جمع بين الحج والعمرة في عام حجة الوداع ولم يكن مفردا وهو حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة ، وهو حديث صحيح أخرجه الجماعة غير nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
فالبخاري : عن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم : عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
[ ص: 188 ] nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود : عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : عن nindex.php?page=showalam&ids=16969محمد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه : عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : "أن nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة زوج النبي - عليه السلام - قالت : يا رسول الله ما شأن الناس . . " إلى آخره نحوه .
قوله : "ما شأن الناس" أي ما لهم وما حالهم .
قوله : "إني لبدت رأسي" من التلبيد وهو أن يضفره ويجعل فيه شيئا من صمغ وشبهه ليجتمع ويتلبد فلا يتخلله الغبار ولا يصيبه الشعث ولا يحصل منه قمل ، وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام . ونص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه على استحبابه للرفق .
وقال أبو عمر : زعم بعض الناس أنه لم يقل أحد في هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع : "ولم تحل أنت من عمرتك" إلا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وحده قال : وهذه اللفظة قد قالها عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع جماعة منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر وأيوب بن أبي تميمة وهما nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك حفاظ أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع . انتهى . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي في قولها : "ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك" : يحتمل أن تريد من حجك ؛ لأن معناهما متقارب ، يقال : حج الرجل البيت إذا قصده واعتمره إذا قصده ، فعبرت بأحدهما عن الآخر وإن كان يقع كل واحد منهما على نوع مخصوص من القصد والنسك .
وقيل : إنها لما سمعته يأمر الناس بسرف بفسخ الحج في العمرة ظنت أنه فسخ الحج فيها وقيل : اعتقدت أنه كان معتمرا .
[ ص: 189 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : معنى قولها وقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "من عمرتك" أي بعمرتك كما قال تعالى : يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله ، عبر بالإحرام بالعمرة عن القران لأنها السابقة في إحرام القارن قولا ونية ولا سيما على ما ظهر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه - عليه السلام - كان مضروا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : وفي تسميتها إياه عمرة يحتج به من قال : أن النبي - عليه السلام - كان قارنا بحج وعمرة ، قوله (فدل هذا الحديث) أي حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة ، أن النبي - عليه السلام - كان متمتعا ؛ لأن الهدي المقلد - بتشديد اللام المفتوحة - لا يمنع من إحلال المحرم إلا في المتعة خاصة وباقي الكلام ظاهر .