قال عبد العزيز: : وأخبرني أبي: "أن عبد الله بن أنيس كان يحيي ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين، ثم يقصر".
ففي هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- أمره أن يتحراها في النصف الآخر من الشهر، ، ثم أمره بعد ذلك أن يتحراها ليلة ثلاث وعشرين، فقد رجع معنى هذا الحديث إلى معنى ما رويناه قبله عن عبد الله بن أنيس، وقد يجوز أن يكون رسول الله -عليه السلام- إنما أمر عبد الله بن أنيس بتحري ليلة القدر في الليلة التي ذكرنا، على أن تحريه ذلك إنما دله أنها تكون في تلك السنة كذلك لرؤياه التي رآها، وإن كانت قد تكون في غيرها من السنين بخلاف ذلك، فأما ما روي عنه في رؤياه التي كان رآها فيما قد ذكرناه عنه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن عبد الله بن أنيس.
ش: ذكر هذين الوجهين من حديث عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه-، ووجه التوفيق بينهما ما روي عنه من غير هذين الوجهين، بيانه أن الذي أمر له في الحديث الأول:
[ ص: 234 ] هو أن يتحرى ليلة ثلاث وعشرين، وفي الحديث الثاني: هو أن يتحرى في النصف الأخير، ثم لما أعاد السؤال أمر أن يتحراها ليلة ثلاث وعشرين، فاتفق معنى الحديثين بلا شك.
وقوله: "وقد يجوز أن يكون رسول الله -عليه السلام- ... " إلى آخره. إشارة إلى وجه آخر من التوفيق، وبيان وجه التنصيص في أحاديث عبد الله بن أنيس على ليلة ثلاث وعشرين، بيانه: أنه -عليه السلام- إنما أمره بالتحري في ليلة ثلاث وعشرين؛ لدلالة تحريه -عليه السلام- في تلك السنة على أنها تكون فيها ليلة ثلاث وعشرين، وإن كان يجوز أن تكون في غير تلك السنة في غير تلك الليلة، وكان الدال على تحريه -عليه السلام- في تلك السنة هو رؤياه التي كان رآها -عليه السلام- وهو ما روي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن عبد الله بن أنيس قال: قال رسول الله -عليه السلام-: nindex.php?page=hadith&LINKID=659005 "رأيتني في ليلة القدر كأني أسجد في ماء وطين فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين".
فأما الحديث الأول فرجاله ثقات.
والوهبي هو nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن خالد الكندي، شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في غير "الصحيح".
nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق هو محمد بن إسحاق المدني .
قوله: "يقال لها: الوطأة". وقع في "مسند nindex.php?page=showalam&ids=12201أبي يعلى الموصلي" في روايته: "وهي من المدينة على بريد وأميال".
[ ص: 235 ] وأما الحديث الثاني فرجاله ثقات أيضا، فأحمد بن صالح المصري الحافظ المبرز المعروف بابن الطبري شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبي داود .
nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك هو هو محمد بن إسماعيل بن أبي فديك دينار الديلي المدني، روى له الجماعة.
وعبد العزيز بن بلال بن عبد العزيز بن أنيس، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "تاريخه" وسكت عنه.
وأبوه بلال بن عبد الله وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان .
وأخوه عطية بن عبد الله بن أنيس وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أيضا.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني: ثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك، ثنا عبد العزيز بن بلال بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه بلال بن عبد الله ، عن عطية بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن أنيس: nindex.php?page=hadith&LINKID=659005 "أنه سأل رسول الله -عليه السلام- عن ليلة القدر، فقال: رأيتها فأنسيتها، فتحرها في النصف الآخر، ثم عاد فسأله، فقال: في ثلاث وعشرين تمضي من الشهر. قال عبد العزيز: فأخبرتني أمي أن عبد الله بن أنيس كان يحيي ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين".
قوله: "فأنسيتها" على صيغة المجهول.
قوله: "فتحرها" أي فتحر ليلة القدر، وهو أمر من تحرى يتحرى.
قوله: "قال عبد العزيز: وأخبرني أبي" هو عبد العزيز بن بلال المذكور، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني كما ذكرناها "قال عبد العزيز: فأخبرتني أمي"، فلم أدر، أي النسختين صحيحة؟ والله أعلم.