5647 ص: فكان من الحجة لهاتين الفرقتين جميعا على الفرقة الأولى في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- الذي ذكرنا: أن فيه معنيين يدلان أن لا حجة لهم فيه، فأما أحد
[ ص: 17 ] المعنيين: فإن مساومة النبي -عليه السلام- nindex.php?page=showalam&ids=36لجابر -رضي الله عنه- إنما كانت على البعير ولم يشترط في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=36لجابر ركوبا. قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: nindex.php?page=hadith&LINKID=104854 "فبعته واستثنيت حملانه إلى أهلي".
فوجه هذا الحديث أن البيع إنما كان على ما كانت عليه المساومة من النبي -عليه السلام-، ثم كان الاستثناء للركوب من بعد وكان ذلك الاستثناء مفصولا من البيع؛ لأنه إنما كان بعده؛ فليس في ذلك حجة تدلنا كيف كان حكم البيع لو كان ذلك الاستثناء مشروطا في عقدته، هل هو كذلك أم لا؟
ش: أي فكان من الدليل والبرهان للجماعة الآخرين الذين افترقوا على فرقتين، وأراد به: الجواب عن استدلال أهل المقالة الأولى فيما ذهبوا إليه بحديث جابر -رضي الله عنه- المذكور.
وحاصله: أنه أجاب عن ذلك بثلاثة أجوبة: الأول والثاني بطريق المنع، والثالث بطريق التسليم.
أما الأول: فلا نسلم أن هذا العقد كان فيه شرط؛ لأنه -عليه السلام- إنما ساوم nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا على البعير ولم يشترط له ركوبا، وإنما جابر هو الذي قال: "بعته واستثنيت حملانه إلى أهلي" فيكون استثناؤه للركوب مفصولا من العقد؛ لأنه إنما وقع بعد العقد.
فهذا صريح أنه لم يكن ثمة عقد فضلا عن أن يكون فيه شرط.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : أخبر -عليه السلام- أنه لم يماكسه ليأخذ جمله؛ فصح أن البيع لم يتم فيه فقط، وإنما اشترط nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- ركوب جمل نفسه فقط.
وأما الثالث: فلئن سلمنا أن هناك شرطا قد شرط فيه الركوب، ولكن لا يدل أن الحديث حجة لهم أيضا؛ وذلك لأن المشروط فيه ذلك الشرط لم يكن بيعا؛ لأنه -عليه السلام- لم يكن ملك البعير على nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فكان اشتراط جابر للركوب اشتراطا فيما هو له مالك.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : روي هذا: أن ركوب nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- للجمل كان تطوعا من النبي -عليه السلام-، واختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبي الزبير؛ فروي عنهما، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- أنه كان شرطا من nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وروي عنهما أنه كان تطوعا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنحن نسلم لهم أنه كان شرطا ثم نقول وبالله التوفيق: إنه قد صح أنه -عليه السلام- قال: "قد أخذته بأوقية"، وصح أنه -عليه السلام- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=652517 "أتراني ماكستك لآخذ جملك؟! فخذ جملك ذلك فهو مالك" فصح يقينا أنهما أخذان: أحدهما فعله رسول الله -عليه السلام-، والآخر لم يفعله، بل انتفى عنه، وهو أنه -عليه السلام- أخذه وابتاعه ثم تخير قبل التفرق ترك أخذه؛ فصح أن البيع لم يتم فيه فقط؛ فيكون اشتراط nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- اشتراطا لركوب جمل نفسه فقط، والله أعلم.