قال في "المنتهى": هي دويبة شبيهة بالورل، وتجمع على: ضباب وأضب، مثال: كف وأكف.
وفي "المحكم": والجمع ضبان، وقال اللحياني: وذلك إذا كثرت جدا، وهو من الحشرات، وفي المثل: أعق من ضب لأنه ربما أكل حسوله، وقولهم: لا أفعله حتى يحن الضب في أثر الإبل الصادرة، وحتى يرد الضب؛ لأن الضب لا يشرب الماء، ومن كلامهم الذي يضعونه على ألسنة البهائم، قالت السمكة للضب: وردا يا ضب، فقال: أصبح قلبي صردا لا يشتهي أن يردا، إلا عرادا عردا، وصليانا بردا، أو عنكثا ملتبدا، يقال: ضبب البلد، وأضب إذا كثر ضبابه، وأرض ضببة: كثيرة الضباب، وهذا أحد ما جاء على أصله، وأرض مضبة ذات ضباب، والجمع مضاب، يقال: وقعنا في مضاب منكرة، وهي قطع من الأرض كثيرة الضباب، والمضبب: الحارش الذي يصب الماء في جحره حتى يخرج ليأخذه.
ويقال: للضب أيران، وللضبة رحمان، ويكنى الضب أبا الحسل، والحسل ولده حين يخرج من بيضته.
وفي "كتاب الحيوان" لأرسطو السقنقور أيضا له أيران، وللأنثى فرجان، ويذبح الضب، ويمكث ليلة ثم يقرب من النار فيتحرك، وكذلك الأفعى تذبح فتبقى أياما تتحرك، وإن وطئها واطئ نهسته.
وتقول العرب: الضب قاضي الطير والبهائم، ويقولون: إنها اجتمعت إليه أول ما خلق الإنسان فصفوه له، فقال: تصفون خلقا ينزل الطير من السماء والحوت من الماء؟! فمن كان ذا جناح فليطر، ومن كان ذا [حافر فليحفر] .
[ ص: 89 ] والضبة إذا باضت حرست أولادها من كل من قدرت عليه من ورل وحية وغير ذلك، فإذا بقيت أولادها وخرجت من البيض؛ ظنتها شيئا يريد بيضها فوثبت عليها لتقتلها؛ فلا ينجو منها إلا الشريد.
وقال أبو عبيد البكري في كتاب "الاحتفال": وقيل بل تأكل أولادها فلا يسلم منها إلا من شغلت عنه بأكل إخوته.