ففي هذه الآثار التي ذكرنا إباحة البكاء على الموتى، وذلك على أن ذلك غير ضار لهم ولا سبب لعذابهم، ولولا ذلك لما بكى رسول الله -عليه السلام- ولا أباح البكاء، ولمنع من ذلك.
ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبا حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وأصحابهم؛ فإنهم قالوا: لا بأس بالبكاء على الميت إذا كان بلا صوت ولا قول فاحش، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وثابت بن زيد وقرظة بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=25وأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهم -.
وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، وقال في "المحلى": والصبر واجب، والبكاء مباح ما لم يكن نوحا؛ فإن النوح حرام والصياح وخمش الوجوه وضربها وضرب الصدور ونتف الشعر وحلقه للميت، كل ذلك حرام، وكذلك الكلام المكروه الذي هو تسخط لأقدار الله تعالى، وشق الثياب.
قوله: "واحتجوا في ذلك". أي احتج هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه بحديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة - رضي الله عنهم -.
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر فأخرجه من وجهين صحيحين:
الأول: عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب . . . . إلى آخره.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى وعمرو بن سواد العامري، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب . . . . إلى آخره.
[ ص: 508 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عن nindex.php?page=showalam&ids=12322أصبغ عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب . . . . إلى آخره.
الثاني: عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى . . . . إلى آخره.
وأخرجه عن هارون بن سعيد المصري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب .. إلى آخره نحوه.
قوله: "اشتكى nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة شكوى" أي مرض مرضا. الشكوى والشكو والشكاة والشكاية كلها مصادر بمعنى المرض.
قوله: "في غشيته" وهي ما يتغشاه من كرب الوجع الذي به حتى يظن أنه قد مات، وأصله من غشاه يغشاه إذا غطاه، وغشي الشيء إذا لابسه، وغشي المرأة إذا جامعها، وغشي عليه فهو مغشي عليه، إذا أغمي عليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: روايتنا فيه عن أكثر شيوخنا بكسر الشين وتشديدها، وعند أبي جعفر : غشية بسكون الشين، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "في غاشيته"، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: الغاشية: الداهية من خير أو شر أو مكروه، ومنه قيل: للقيامة: الغاشية، وأراد في غشية من غشيات الموت، ويجوز أن يريد بالغاشية القوم الحضور عنده الذين يغشونه للخدمة والزيارة لأن أي جماعة غاشية.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الغاشية تحتمل وجهين: من يغشاه من الناس، أو ما يغشاه من الكرب.
[ ص: 509 ] قوله: "فقال: أقد قضى؟ " أي أقد مات؟ والهمزة فيه للاستفهام، وهو على صيغة المعلوم، وأصل معناه: فرغ، يقال: قضى نحبه أي مات، وضربه فقضى عليه أي قتله، كأنه فرغ منه.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه بإسناد صحيح، عن أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي نزيل مصر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان القرشي المعلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه : عن nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة . . . . نحوه. والله أعلم.
واعلم أنه وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بين nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان وبين nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة شخص واحد، وهو nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء .
وفي رواية أخرى له من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أيضا وقع بينهما شخصان أحدهما nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء هذا، والآخر سلمة بن الأزرق .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : عن nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سلمة بن الأزرق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي فإنه ليس فيها بين nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان وبين nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أحد كما ترى ذلك.
[ ص: 510 ] nindex.php?page=showalam&ids=17281ووهب هذا قد روى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره من الصحابة. ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في كتاب "الثقات" من التابعين.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها -، فأخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=16639علي بن معبد بن نوح المصري ، عن إسماعيل بن عمر الواسطي شيخ أحمد وابن معين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، فيه مقال؛ فعن nindex.php?page=showalam&ids=16964محمد بن سعد : كان كثير الحديث ولا يحتج به. وعن nindex.php?page=showalam&ids=14032الجوزجاني: ضعيف الحديث. وعن nindex.php?page=showalam&ids=11970أبي حاتم : منكر الحديث مضطرب الحديث ليس له حديث يعتمد عليه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : مديني يترك وهو مغفل، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : لا نعلم nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيد الله .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : عن nindex.php?page=showalam&ids=17014محمد بن كثير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن عاصم . . . . إلى آخره نحوه.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه : "على خديه".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حديث حسن صحيح.
وقال المنذري في "مختصر السنن": وفي إسناده عاصم بن عبيد الله ، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة.
ويستفاد منه حكمان:
الأول: إباحة البكاء على الميت من غير صوت.
والثاني: جواز تقبيل الميت؛ فإن رسول الله -عليه السلام- قبل nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون ، وهو ممن هاجر الهجرتين، وممن شهد بدرا، وكانت وفاته في سنة اثنتين من الهجرة وهو أول من دفن بالبقيع، ومظعون بالظاء المعجمة.