الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
المواريث
بنين وبنات
كتب الأمة
تعريف بالمكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام- الرئيسية
- نخب الأفكار شرح معاني الآثار
- كتاب الكراهة
- باب البكاء على الميت
نخب الأفكار شرح معاني الآثار
بدر الدين العيني - أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى
صفحة
516
6976 6977 ص: وقد روي هذا الحديث عن عائشة بغير هذا اللفظ:
حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي -عليه السلام- أنها قالت: " يغفر الله لأبي عبد الرحمن بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي؟! والله ما ذاك إلا إيهام من عبد الله بن عمر يغفر الله له، إن الله -عز وجل- يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى وما ذاك إلا أن رسول الله -عليه السلام- مر على قبر يهودي، فقال رسول الله -عليه السلام-: أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب في قبره يقول: بعمله".
فأخبرت عائشة - رضي الله عنها - في هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- إنما أخبر أن ذلك الكافر يعذب في قبره بعمله وأهله يبكون عليه، وقد منع الله -عز وجل- أن تزر وازرة وزر أخرى، فدل ذلك على أن ميتا لا يعذب في قبره ببكاء حي لم يأمر به في حياته، وبان بحديث جابر عن عبد الرحمن بن عوف : البكاء المكروه ما هو، وأنه هو الذي معه اللطم والشق، فقد ثبت بما ذكرنا إباحة البكاء على الميت إذا لم يكن معه سبب مكروه من شق ثوب ولطم وجه ونياحة وما أشبه ذلك، وقد حدثنا فهد قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد قال: "دخلت على قرظة ابن كعب ، وعلى أبي مسعود الأنصاري ، وثابت بن زيد ، - رضي الله عنهم - وعندهم جوار يغنين، فقلت: أتفعلون هذا وأنتم [ ص: 515 ] أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؟! قالوا: إن كنت تسمع وإلا فامش؛ فإن رسول الله -عليه السلام- رخص في اللهو عند العرس، ، وفي البكاء عند الموت".
حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي -عليه السلام- أنها قالت: " يغفر الله لأبي عبد الرحمن بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي؟! والله ما ذاك إلا إيهام من عبد الله بن عمر يغفر الله له، إن الله -عز وجل- يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى وما ذاك إلا أن رسول الله -عليه السلام- مر على قبر يهودي، فقال رسول الله -عليه السلام-: أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب في قبره يقول: بعمله".
فأخبرت عائشة - رضي الله عنها - في هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- إنما أخبر أن ذلك الكافر يعذب في قبره بعمله وأهله يبكون عليه، وقد منع الله -عز وجل- أن تزر وازرة وزر أخرى، فدل ذلك على أن ميتا لا يعذب في قبره ببكاء حي لم يأمر به في حياته، وبان بحديث جابر عن عبد الرحمن بن عوف : البكاء المكروه ما هو، وأنه هو الذي معه اللطم والشق، فقد ثبت بما ذكرنا إباحة البكاء على الميت إذا لم يكن معه سبب مكروه من شق ثوب ولطم وجه ونياحة وما أشبه ذلك، وقد حدثنا فهد قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد قال: "دخلت على قرظة ابن كعب ، وعلى أبي مسعود الأنصاري ، وثابت بن زيد ، - رضي الله عنهم - وعندهم جوار يغنين، فقلت: أتفعلون هذا وأنتم [ ص: 515 ] أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؟! قالوا: إن كنت تسمع وإلا فامش؛ فإن رسول الله -عليه السلام- رخص في اللهو عند العرس، ، وفي البكاء عند الموت".
ش: لما أجاب عن حديث عبد الله بن عمر بحديث عائشة - رضي الله عنها - أجاب ثانيا بحديث آخر عن عائشة أيضا روي عنها بوجه آخر، وفيه الجواب أيضا عن حديث عبد الله بن عمر ، وحديث آخر أيضا عن ثلاثة من الصحابة - رضي الله عنهم -.
أما حديث عائشة فأخرجه بإسناد صحيح، عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد -واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان .
فإن قيل: عبد الرحمن فيه كلام.
قلت: قال يحيى بن معين: أثبت الناس في هشام بن عروة : عبد الرحمن بن أبي الزناد .
وأخرجه مسلم : ثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني، جميعا عن حماد -قال: [خلف] ، ثنا حماد بن زيد - عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال: "ذكر عند عائشة قول ابن عمر : الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئا فلم يحفظ، إنما مرت على رسول الله -عليه السلام- جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: أنتم تبكون وإنه ليعذب".
ثنا أبو كريب قال: ثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه قال: "ذكر عند عائشة - رضي الله عنها - أن ابن عمر يرفع إلى النبي -عليه السلام- أن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله، فقالت: وهل، إنما قال رسول الله -عليه السلام-: إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن، وذلك مثل قوله: إن رسول الله -عليه السلام- قائم على القليب يوم بدر [ ص: 516 ] وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال: إنهم ليسمعون ما أقول، وقد وهل، إنما قال: ليعلمون أنما كنت أقول لهم حقا، ثم قرأت: إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور يقول: حتى تبوءوا مقاعدهم من النار".
وله رواية أخرى وفيها: "يغفر الله لأبي عبد الرحمن ، أما إنه [لم يكذب]، ولكنه نسي أو أخطأ".
والحديث أخرجه أبو داود والنسائي أيضا.
وقال القاضي عياض: وقد قيل: معنى قوله -عليه السلام-: "إنه ليعذب ببكاء أهله عليه" أنه يعذب بسماع بكاء أهله ويرق لهم، وقد جاء هذا مفسرا في حديث قبله حين بكت امرأة عند ذكرها موت أبيها، فزجرها النبي -عليه السلام- ثم قال: "إن أحدكم إذا بكى استعبر له صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم" وإلى هذا نحى الطبري وغيره، وهو أولى ما يقال فيه؛ لتفسير النبي -عليه السلام- في هذا الحديث ما أبهمه في غيره، ويندفع به الاعتراض بقوله تعالي: ولا تزر وازرة وزر أخرى
وأما حديث الثلاثة من الصحابة وهم: قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي حليف بني عبد الأشهل .
وأبو مسعود الأنصاري اسمه عقبة بن عمرو .
وثابت بن يزيد بن وديعة الأنصاري، ويقال: ثابت بن زيد بن وديعة، ويقال: ثابت بن وديعة، أبو سعد المدني، له ولأبيه صحبة.
[ ص: 517 ] فأخرجه عن فهد بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الثقة ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن عامر بن سعد البجلي الكوفي -من رجال مسلم .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي مسعود وثابت بن زيد وقرظة بن كعب ، قالوا: "رخص لنا في البكاء على الميت في غير نوح".
ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد قال: "دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب فقالا: إنه رخص لنا في البكاء عند المصيبة".
أما حديث عائشة فأخرجه بإسناد صحيح، عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد -واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان .
فإن قيل: عبد الرحمن فيه كلام.
قلت: قال يحيى بن معين: أثبت الناس في هشام بن عروة : عبد الرحمن بن أبي الزناد .
وأخرجه مسلم : ثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني، جميعا عن حماد -قال: [خلف] ، ثنا حماد بن زيد - عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال: "ذكر عند عائشة قول ابن عمر : الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئا فلم يحفظ، إنما مرت على رسول الله -عليه السلام- جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: أنتم تبكون وإنه ليعذب".
ثنا أبو كريب قال: ثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه قال: "ذكر عند عائشة - رضي الله عنها - أن ابن عمر يرفع إلى النبي -عليه السلام- أن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله، فقالت: وهل، إنما قال رسول الله -عليه السلام-: إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن، وذلك مثل قوله: إن رسول الله -عليه السلام- قائم على القليب يوم بدر [ ص: 516 ] وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال: إنهم ليسمعون ما أقول، وقد وهل، إنما قال: ليعلمون أنما كنت أقول لهم حقا، ثم قرأت: إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور يقول: حتى تبوءوا مقاعدهم من النار".
وله رواية أخرى وفيها: "يغفر الله لأبي عبد الرحمن ، أما إنه [لم يكذب]، ولكنه نسي أو أخطأ".
والحديث أخرجه أبو داود والنسائي أيضا.
وقال القاضي عياض: وقد قيل: معنى قوله -عليه السلام-: "إنه ليعذب ببكاء أهله عليه" أنه يعذب بسماع بكاء أهله ويرق لهم، وقد جاء هذا مفسرا في حديث قبله حين بكت امرأة عند ذكرها موت أبيها، فزجرها النبي -عليه السلام- ثم قال: "إن أحدكم إذا بكى استعبر له صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم" وإلى هذا نحى الطبري وغيره، وهو أولى ما يقال فيه؛ لتفسير النبي -عليه السلام- في هذا الحديث ما أبهمه في غيره، ويندفع به الاعتراض بقوله تعالي: ولا تزر وازرة وزر أخرى
وأما حديث الثلاثة من الصحابة وهم: قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي حليف بني عبد الأشهل .
وأبو مسعود الأنصاري اسمه عقبة بن عمرو .
وثابت بن يزيد بن وديعة الأنصاري، ويقال: ثابت بن زيد بن وديعة، ويقال: ثابت بن وديعة، أبو سعد المدني، له ولأبيه صحبة.
[ ص: 517 ] فأخرجه عن فهد بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الثقة ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن عامر بن سعد البجلي الكوفي -من رجال مسلم .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي مسعود وثابت بن زيد وقرظة بن كعب ، قالوا: "رخص لنا في البكاء على الميت في غير نوح".
ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد قال: "دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب فقالا: إنه رخص لنا في البكاء عند المصيبة".
التالي
السابق
الخدمات العلمية
