7226 ص: وقالوا : أما ما ذكر من أن ذلك كان رخصة nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي - رضي الله عنه - فلم يذكر ذلك في الحديث عن رسول الله -عليه السلام - ، ولا ذكر عن علي - رضي الله عنه - أن ذلك كان رخصة من رسول الله -عليه السلام - له ، وإنما هو قول ممن بعد علي . - رضي الله عنه - قد يجوز أن يكون ذلك على ما قال ، ويجوز أن يكون على خلاف ذلك ، والدليل على أنه خلاف ذلك : أنه قد كان في زمن أصحاب رسول الله -عليه السلام - جماعة قد كانوا مسمون بمحمد ، مكتنين بأبي القاسم ، منهم : محمد بن طلحة ، ، ومحمد بن الأشعب ، ومحمد بن أبي حذيفة ، . فلو كان ما أمر به النبي -عليه السلام - في الحديث الأول خاصا له ; إذا لما سوغه غيره ; ولأنكره على فاعله وأنكره معه من كان بحضرته من أصحاب النبي -عليه السلام - .
ش: هذا جواب عن سؤال مقدر تقديره : أن يقال للقوم المذكورين : كيف تحتجون بالحديث المذكور ، وفيه قال : "وكانت رخصة من رسول الله -عليه السلام - nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي - رضي الله عنه - " أي كان الجمع بين التسمي بمحمد والتكني بأبي القاسم رخصة من النبي -عليه السلام - nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي - رضي الله عنه - فإذا كان كذلك فقد صار ذلك مخصوصا nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي - رضي الله عنه - فلا يجوز لغيره ؟ ! وتقرير الجواب أن يقال : إن هذه الزيادة لم يذكر أنها من
[ ص: 227 ] النبي -عليه السلام - ، ولا عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - أن ذلك كان رخصة منه له ، وإنما هي قول ممن كانوا بعد nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - .
فإن قيل : هذا احتمال ; لأنه يحتمل أن يكون ذلك عن النبي -عليه السلام - أو عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - ويحتمل أن يكون ممن بعد nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - فلا يصح به الاحتجاج بالحديث المذكور .
وأشار إلى الجواب عن ذلك بقوله : "والدليل على أنه خلاف ذلك أنه قد كان في زمن الصحابة - رضي الله عنهم - جماعة مسمون بمحمد مكتنون بأبي القاسم " ، فلو كان قول النبي -عليه السلام - : "نعم " nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي - رضي الله عنه - حين سأله ما سأل مخصوصا له ; لكان nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - لم يجوز ذلك لغيره ، ولا سوغه غيره ، ولكان أنكر ذلك من كان معه من الصحابة في ذلك الوقت ، فسكوتهم على ذلك وترك إنكارهم ، يدل على أن ذلك لم يكن مخصوصا له ، وأنه يجوز لغيره كما جاز له .
وأمه حمنة بنت جحش أخت nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب بنت جحش زوج النبي -عليه السلام - وقيل : إن رسول الله -عليه السلام - كناه أبا سليمان ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة : "يا رسول الله أكنه أبا القاسم ؟ فقال : لا أجمعهما له هو أبو سليمان " والأول أصح ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16980محمد بن طلحة يلقب : السجاد ; لكثرة صلاته وشدة اجتهاده في العبادة ، قتل يوم الجمل مع أبيه سنة ست وثلاثين ، وكان هواه مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - إلا أنه أطاع أباه فلما رآه nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - قال : هذا السجاد قتله بره بأبيه .
قوله : "ومحمد بن الأشعث " هو محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، قيل : إنه ولد على عهد النبي -عليه السلام - ، وروى عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - .
[ ص: 228 ] قال أبو نعيم : لا تصح له صحبة ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن قال : "المحمدون الذين اسمهم محمد وكناهم أبو القاسم : nindex.php?page=showalam&ids=16980محمد بن طلحة ، ومحمد بن علي ، ومحمد بن الأشعث ، ومحمد بن سعد " .
قوله : "ومحمد بن أبي حذيفة " هو محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي ، كنيته أبو القاسم ، ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله -عليه السلام - وأمه : سهلة بنت سهل بن عمرو العامرية ، وهو ابن خال nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، ولما قتل أبوه nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة أخذه nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكفله إلى أن كبر ، ثم سار إلى مصر ، فصار من أشد الناس بأسا على nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله عنه - .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم : هو أحد من دخل على nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان حين حوصر فقتل ، ولما استولى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية على مصر أخذ محمدا في الرهن وحبسه ، فهرب من السجن ، فظفر به رشدين مولى معاوية فقتله ، وانقرض ولد أبي حذيفة وولد أبيه من عتبة إلا من قبل الوليد بن عتبة ، فإن منهم طائفة في الشام . قاله أبو عمر .
ومن جملة من تسمى بمحمد وتكنى بأبي القاسم من أبناء وجوه الصحابة : محمد بن جعفر بن أبي طالب ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن حاطب ، ومحمد بن المبشر ، ذكرهم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "سننه " في باب : من رخص في الجمع بين التسمي بمحمد والتكني بأبي القاسم .