4903 4904 4905 ص: وقد جاءت الآثار متواترة أن رسول الله -عليه السلام- لم يكن يقص في حد الشارب إلى عدد من الضرب معلوم، حتى لقد بين في بعض ما روي عنه في ذلك مثل ما رويناه عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله -عليه السلام- مات ولم يسن فيه حدا، . فمما روي في ذلك:
أفلا ترى أن أبا بكر - رضي الله عنه - إنما كان ضرب بعد النبي -عليه السلام- أربعين على التحري منه لضرب النبي -عليه السلام- الذي كان; لأن النبي -عليه السلام- لم يكن أوقفهم في ذلك على شيء بعينه.
[ ص: 535 ] ش: أي قد جاءت الأحاديث متكاثرة أنه -عليه السلام- لم يكن يقصد في حد شارب الخمر إلى عدد معين في الضرب، وأشار بهذه الأحاديث إلى معنيين: أحدهما هذا، والآخر أن هذه تعضد ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: "مات رسول الله -عليه السلام- ولم يسن فيه حدا".
وأخرج حديث عبد الرحمن بن أزهر من طريقين صحيحين:
الأول: عن nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد الليثي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عبد الرحمن بن أزهر الزهري القرشي عم عبد الرحمن بن عوف .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: ثنا سليمان بن داود المهري ابن أخي رشدين بن سعد قال: أنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب .... إلى آخره نحوه.
الثاني: عن علي بن شيبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة .... إلى آخره.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "سننه": عن القاضي الحسين بن إسماعيل ، عن يعقوب الدورقي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16231صفوان بن عيسى ، عن أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن عبد الرحمن بن أزهر قال: "رأيت رسول الله -عليه السلام- يوم حنين وهو يتخلل الناس ...." إلى آخره نحوه.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "سننه" وفي كتابه "الخلافيات": عن أحمد بن محمد الأصبهاني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .... إلى آخره.
قوله: "بالميتخة" بكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح التاء المثناة من فوق، والخاء المعجمة، قالnindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: هكذا جاء في رواية بتقديم الياء على التاء وهي الدرة أو العصا أو الجريدة، وقيل: هي بكسر الميم، وتشديد التاء المثناة من فوق، وسكون الياء آخر الحروف.
[ ص: 536 ] وجاء فتح الميم أيضا، مع تشديد التاء المثناة من فوق قبل الياء.
وجاء كسر الميم، مع سكون التاء المثناة من فوق قبل الياء.
قال الأزهري: وهذه كلها أسماء لجرائد النخل وأصل العرجون، وقيل: هي اسم للعصا، وقيل: القضيب الدقيق اللين، وقيل: كل ما ضرب به من جريد أو عصا ودرة وغير ذلك، وأصلها فيما قيل من متخ الله رقبته بالسهم: إذا ضربه، وقيل: من تيخه العذاب وطيخه إذا ألح عليه، فأبدلت التاء من الطاء.
قوله: "فتوخى" من توخيت الشيء أتوخاه توخيا إذا قصدت إليه وتعمدت فعله، وتحريت فيه.