6017 ص: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر الشعبي ، عن خارجة بن الصلت ، عن عمه أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=101852 " أقبلنا من عند رسول الله -عليه السلام- فأتينا على حي من أحياء العرب، فقالوا: إنكم جئتم من عند هذا الحبر بخير، فهل عندكم دواء أو رقية ، فإن عندنا معتوها في القيود؟ فقلنا: نعم، فجاءوا به، فجعلت أقرأ عليه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عقال، ، فأعطوني جعلا، فقلت: لا، حتى أسأل رسول الله -عليه السلام-، فسألته فقال: كل، فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق".
ش: إسناده جيد حسن، وعبد الله بن أبي السفر -بفتح السين المهملة والفاء- واسمه سعيد بن يحمد الثوري الكوفي، روى له الجماعة.
وخارجة بن الصلت بن صحار التميمي، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في "اليوم والليلة": عن nindex.php?page=showalam&ids=16681عمرو بن علي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ... إلى آخره نحوه.
قوله: "على حي"، وهي الجماعة النازلون على موضع.
قوله: "من عند هذا الحبر" بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة، أي العالم، وفي رواية أبي داود: "من عند هذا الرجل".
قوله: "أو رقية" بضم الراء، وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة، كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات.
قوله: "ثم أتفل" من تفل يتفل ويتفل من باب ضرب يضرب ونصر ينصر، وهو بالتاء المثناة من فوق، من التفل وهو البزق، وهو أقل من البزق، أوله البزق ثم التفل ثم النفث ثم النفخ، قال الجوهري: ومنه تفل الراقي.
قوله: "فكأنما نشط من عقال" قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: وكثير ما يجيء في الرواية كأنما نشط من عقال، وليس بصحيح، والصحيح كأنما أنشط أي حل من عقال، يقال: نشطت العقدة إذا عقدتها، وأنشطتها وانتشطتها: إذا حللتها، و"العقال" بكسر العين وهو الحبل الذي يعقل به البعير، أي: يربط ويقيد.
قوله: "جعلا" بضم الجيم وسكون العين، وهو الأجرة على الشيء فعلا أو قولا، وكذلك الجعالة.
[ ص: 357 ] قوله: "فقال: كل" أي كل الجعل الذي أعطيته.
قوله: "فلعمري" قسم، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والمعنى: لعمري قسمي، يعني أحلف ببقائي ودوامي، وأحلف بحياتي و"اللام" فيه للتأكيد، والعين فيه مفتوحة.
قوله: "لقد أكلت برقية حق" جواب القسم.
وقوله: "لمن أكل برقية باطل" جملة معترضة بين القسم وجوابه، كذا قيل، والصواب أن جواب القسم هو قوله: "لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق" فالجميع هو جواب القسم.
وقوله: "من أكل" كلمة "من" فيه تتضمن معنى الشرط، وجوابه قوله: "لقد أكلت برقية حق" كما جاء في حديث آخر: "من أخذ برقية باطل، فقد أخذت برقية حق".
ويستنبط منه أحكام: جواز أخذ الأجرة على القرآن، وهو مسألة الباب كما يجيء تفصيلا إن شاء الله تعالى، وإباحة الرقية بذكر الله وأسمائه.
فإن قلت: ثبت في "الصحيح": "لا يسترقون ولا يكتوون".
قلت: ورد أيضا: "استرقوا لها؛ فإن بها النظرة" أي اطلبوا لها من يرقيها، ووجه الجمع بينهما: أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أن الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياها أراد بقوله: "ما توكل من استرقى"، ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى، والرقى المروية.
[ ص: 358 ] وفيه إباحة الطب والعلاج؛ وذلك أن الرقية والقراءة والتفل فعل من الأفعال المباحة، وقد أباح له أخذ الأجرة عليها، فكذلك ما يفعله الطبيب من قول ووصف فعل لا فرق بينهما.
وفيه فضيلة فاتحة الكتاب، وجواز الرقية بها، وجواز الحلف على تأكيد القول والفعل، والله أعلم.