[ ص: 30 ] فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده! لولا الهجرة، لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا، وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار " ، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا. ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرقوا.
* قوله : " من تلك العطايا " : أي: مما حصلت من غنائم حنين.
* " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه " : أي: فمال إليهم وأعرض عنا.
* " فأين أنت من ذلك؟ " : أي: مما عليه قومك.
* " امرؤ من قومي " : أي: أوافقهم في ذلك.
* " وما أنا " : أي: منفرد عنهم، ويحتمل أن المراد: فأين أنت من ذلك; أي: من أن ترد عليهم ذلك الرأي، وتبين لهم طريق الصواب؟ فأجاب: بأني واحد منهم، فلا أقدر عليه.
* " في هذه الحظيرة " : هي في الأصل: موضع يحاط عليه؟ لتأوي إليه الغنم والإبل تقيها البرد والريح، ولعل المراد هاهنا: الخيمة.
* " ألم آتكم " : أي: جئتكم.
* " ضلالا " : حال، و " عالة " : فقراء.
* " قال: ألا تجيبونني " : يريد أن يبين أنه ما نسي إحسانهم، وأن ما فعل من إيثار غيرهم بالأموال ليس مبنيا على النسيان.
* " فلصدقتم " : على بناء الفاعل; من الصدق.
* " ولصدقتم " على بناء المفعول; من التصديق.
[ ص: 31 ] * " مكذبا " : اسم مفعول، وهو حال.
* " طريدا " : أي: مخرجا من بلادك.
* " فآسيناك " : أي: راعيناك بالمال.
* " في لعاعة " : - بضم لام وبمهملتين - : الجرعة من الشراب، والمراد: الشيء اليسير، والقدر القليل.
* " حتى أخضلوا " : بلوا.
* " لحاهم " : - بكسر اللام أفصح من ضمها - : جمع لحية.