فحملت بعبد الله، فولدته ليلا، وكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحملته غدوة ومعي تمرات عجوة، فوجدته يهنأ أباعر له، أو يسمها، [ ص: 108 ] فقلت: يا رسول الله! إن nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم ولدت الليلة، فكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " أمعك شيء " ، قلت: تمرات عجوة. فأخذ بعضهن فمضغهن، ثم جمع بزاقه فأوجره إياه، فجعل يتلمظ، فقال: " حب الأنصار التمر " ، قال: قلت: يا رسول الله! سمه، قال: " هو عبد الله " .
* قوله : " اشتكى ابن لأبي طلحة " : أي: مرض، وهذا الابن هو أبو عمير صاحب النغير، كذا قالوا.
* قوله : " فهيأت " : - بتشديد الياء بعدها همزة - ; أي: فعلت ما يحتاج إليه أمر الميت من الغسل وغيره.
* " ما فعل الغلام؟ " : أي: ما حصل له؟ كأنه فاعل الذي يعرض له من الأحوال.
* " خير ما كان " : - بالنصب - ; أي: حاله خير مما كان; حيث كان في شدة النزع، وقد خلص منه بالموت، وفهم منه nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة أنه خف مرضه، وهذا من باب المعاريض المباحة عند الحاجة.
* " فقربت " : من التقريب.
* " عشاءهم " : بفتح العين - .
* " إلى ما تقوم إليه المرأة " : أي: من إصلاح نفسها للزوج.
* " ألم تر إلى فلان " : قال النووي: ضربها المثل بالعارية دليل لكمال علمها وفضلها، وعظم إيمانها وطمأنينتها.
* " فلما طلبت " : على بناء المفعول.
* " بعبد الله " : استجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم؟ فإنه جاء من أولاد عبد الله إسحاق وإخوته التسعة صالحين علماء - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - .
* " أن تحنكه " : من التحنيك، وهو أن يمضغ شيء حلو حتى يصير مائعا
[ ص: 109 ] بحيث يبتلع، ثم يفتح فم المولود ويوضع فيه؟ ليدخل شيء منها جوفه.
* " هنء أباعر له " : ضبط - بفتح فسكون - على لفظ المصدر، وآخره همزة، وهو مصدر منصوب مضاف إلى ما بعده، والأباعر: جمع بعير، والظاهر أن تقديره: يهنأ الأباعر له هنئا، وهو أن يطليه بالقطران.
* " أو يسمها " : من الوسم، وفيه جواز وسم الحيوان ليتميز وليعرف، فيرده من وجده.
* " فأوجره " : أي: جعله في فمه.
* " يتلمظ " : أي: يحرك لسانه ليبتلع.
* " حب الأنصار التمر " : قال النووي: روي - بضم الحاء وكسرها، - فالكسر بمعنى المحبوب؟ كالذبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباء مرفوعة; أي: محبوب الأنصار التمر، وأما من ضم الحاء، فهو مصدر، وفي الباء على هذا وجهان: النصب، وهو الأشهر بتقدير: انظروا حب الأنصار، والرفع - على أنه مبتدأ حذف خبره; أي: حب الأنصار التمر عادة لهم من صغرهم، و " التمر " على الأول مرفوع، وعلى الوجهين الأخيرين منصوب.
وفي الحديث مناقب nindex.php?page=showalam&ids=11088لأم سليم - رضي الله تعالى عنها - من عظيم صبرها، وحسن رضاها بقضاء الله، وجزالة عقلها في إخفاء موته على أبيه في أول الليل ليبيت مستريحا بلا حزن، ثم عشته وتعشت، ثم تصنعت له حتى أصابها.