[ ص: 349 ] جاء بحق نعرفه لنتبعنه، وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطله. فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكواء، حتى أدخلهم على nindex.php?page=showalam&ids=8علي الكوفة، فبعث nindex.php?page=showalam&ids=8علي، إلى بقيتهم، فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم، حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دما حراما، أو تقطعوا سبيلا، أو تظلموا ذمة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إن الله لا يحب الخائنين.
فقالت له nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: يا ابن شداد، فقد قتلهم فقال: والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، وسفكوا الدم، واستحلوا أهل الذمة. فقالت: آلله؟ قال: آلله الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثونه؟ يقولون: ذو الثدي، وذو الثدي. قال: قد رأيته، وقمت مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه في القتلى، فدعا الناس فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ورأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذلك. قالت: فما قول nindex.php?page=showalam&ids=8علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟ قال: سمعته يقول: صدق الله ورسوله قالت: هل سمعت منه أنه قال غير ذلك؟ قال: اللهم لا. قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله nindex.php?page=showalam&ids=8عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله، فيذهب أهل العراق يكذبون عليه، ويزيدون عليه في الحديث.
* قوله: "وما لي لا أصدقك" : - بالتخفيف - من الصدق.
* "لما كاتب" : صالح.
*من قميص": أي: الإمارة.
* "واسم" : أي: أمير المؤمنين; فإنه كتب في كتاب الصلح اسم علي دون اسم أمير المؤمنين كما سيجيء.
[ ص: 350 ] * "فحكمت" : من التحكيم; أي: جعلت بعض الناس حكما، مع أنه لا حكم لغير الله - تعالى - .
* "يصكه" : يضربه تنبيها على خطإ أولئك القوم، وأن المصحف لا ينطق ولا يحكم، وأنه لا بد من إنسان يفهم ما فيه ويحكم به، ولا يلزم منه ثبوت الحكم لغيره تعالى كما توهم أولئك القوم، بل التحكيم مما يدل عليه الكتاب كما بين.
* "الذين خرجوا" : من الخروج، لا التخريج، وما بعده جملة على حدة.
* "أعرفه" : من التعريف، والمنصوب فيه "لمن"، لا nindex.php?page=showalam&ids=11 "لابن عباس"، ومفعوله الثاني: "ما يعرفه به"، و"من كتاب الله" بيانه تقدم عليه، يريد: أنكم لا تأخذوا بقوله، ولا تعتمدوا عليه; لأنه من الخصمين بنص كتاب الله.
* "إلى صاحبه" : أي: علي.
* "ولا تواضعوه كتاب الله" : أي: لا توافقوه عليه; من واضعته الرأي: إذا أعلمته برأيك، وأعلمك برأيه.
* "لنبكتنه" : من التبكيت بمعنى: الإلزام والإسكات.
* "بيننا وبينكم" : خبر مقدم لما بعده.
* "نبذنا" : ألقينا إليكم أنا نحاربكم إلقاء كائنا على سواء حيث تعلموه ونعلمه، بلا فرق بيننا وبينكم في ذلك.
[ ص: 351 ] * "ذو الثدي" : - بضم ففتح فتشديد ياء - ; فقد كان في يده ما يشبه ثدي المرأة.
* "فما أكثر من جاء يقول" : هو فعل التعجب، وجملة "يقول "حال من فاعل "جاء".
* "بثبت" : - بفتح فسكون - .
* "يعرف" : على بناء المفعول.
* "إلا ذلك" : المذكور من قولهم: "رأيته في مسجد فلان. . . إلخ".
وفي "المجمع": هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى، ورجاله ثقات، انتهى.
ورجال سند الإمام ما بين ثقة وصدوق، إلا يحيى بن سليم، فإنه صدوق سيئ الحفظ.