* قوله : " قال: إن أبي وأباك في النار " : قد مال كثير من المتأخرين إلى نجاة الوالدين، إما لأنهما ماتا قبل بلوغ الدعوة إياهما، وقد قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء: 15]، وإما لأن الله تعالى أحياهما له صلى الله عليه وسلم، فآمنا به، وإما لأنهما يطيعان الله تعالى، ويوفقان لذلك في الامتحان الذي يكون لبعض الناس يوم القيامة على ما قالوا، فلعل محمل الحديث أن المراد بالآباء فيه: العم أبو طالب، وإطلاق اسم الأب على العم أكثر من أن يحصى، سيما أبو طالب قد تولى لتربيته صلى الله عليه وسلم، على أنه لا يظهر حاجة إلى الجواب إذا قلنا بالنجاة عند الامتحان; لأنه لا يمنع عذاب القبر.
ثم هذا الحديث في " صحيح مسلم " ، ومع ذلك تكلم فيه السيوطي - رحمه الله - ، فقال: هذا اللفظ ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن ثابت، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وقد خالفه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن ثابت، فذكره بلفظ: " nindex.php?page=hadith&LINKID=930684إذا مررت بقبر كافر، فبشره بالنار " ، موضع " إن أبي وأباك في النار " ، ولا دلالة فيه على عدم نجاة الوالد الشريف، ومعمر أثبت من حماد; فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير، ومن ثم لم يخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وأما nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، فلم يتكلم في حفظه، ولا استنكر شيء من حديثه، واتفق الشيخان على تخريج حديثه، ثم جاء الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، ولقيط بن عامر بمثل لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، ثم فصل هذا الكلام، والله تعالى أعلم.