* قوله : " حبب إلي من الدنيا النساء. . . إلخ " : قيل: إنما حبب إليه النساء لينقلن عنه ما لا يطلع عليه الرجال من أحواله، ويستحيي من ذكره.
[ ص: 195 ] وقيل: حبب إليه زيادة في الابتلاء في حقه، حتى لا يلهو بما حببت إليه من النساء عما كلف به من أداء الرسالة، فيكون ذلك أكثر لمشاقه، وأعظم لأجره.
وقيل غير ذلك.
وأما الطيب، فكأنه يحبه لكونه يناجي الملائكة، وهم يحبون الطيب، وأيضا هذه المحبة تنشأ من اعتدال المزاج وكمال الخلقة، وهو صلى الله عليه وسلم أشد اعتدالا من حيث المزاج، وأكمل خلقة.
وفيه إشارة إلى أن محبة النساء والطيب إذا لم يكن مخلا لأداء حقوق العبودية، بل للانقطاع إليه تعالى، يكون من الكمال، وإلا يكون من النقصان، فليتأمل.
وعلى ما ذكرنا فالمراد بالصلاة: هي ذات ركوع وسجود، ويحتمل أن المراد في صلاة الله تعالى علي، أو في أمر الله تعالى الخلق بالصلاة علي، أو في صلاة الله تعالى على من صلى علي عشرا بواحدة، أو في صلاتهم علي لنيلهم بذلك عشرا بواحدة، والله تعالى أعلم.