صفحة جزء
12020 5493 - (12428) - (3\140) عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمنعنكم أذان بلال من السحور; فإن في بصره شيئا " .


* قوله : " فإن في بصره شيء " : هو - بالنصب - ، وقد مر وجهه، وهذا يدل على أن أذان بلال بليل ما كان عن قصد، وإنما كان عن غلط; لسوء بصره، ورجال الحديث كلهم ثقات.

وفي " المجمع " : رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ويوافقه ما مر في مسند ابن عمر مرفوعا بلفظ: " إن بلالا لا يدري ما الليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم " ، وسنده فيما يظهر أيضا قوي، لا يكفي هذا في تصحيح الخبر، ولا يخفى أن حديث: " إن بلالا يؤذن بليل " لا يعارضه; إذ ليس فيه دلالة أنه يتعمد ذلك، نعم ما جاء " أنه ينادي ليرجع قائمكم، وينبه نائمكم " يدل بظاهره أنه يتعمد ذلك، لكن يمكن حمله على أنه بيان لخلل أذانه حتى لا يعتمدوا عليه، على أن اللام للعاقبة، لا للتعليل.

وبالجملة: فالمحل محل نظر، نعم يستبعد أن يقره مؤذنا وهو لا يدري الوقت، لكن قد يقال: يكفي في زوال الخطإ أنه نبههم على ذلك، فليتأمل، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية