ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كانت فتنة، ولا تكون حتى تقوم الساعة، أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا وقد حذره أمته، ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي أمته قبلي " ، ثم وضع يده على عينه، ثم قال: " أشهد أن الله ليس بأعور " .
* قوله : " أشرف " : في " القاموس " : أشرف عليه: اطلع من فوق; أي: نظر إليه من موضع مرتفع عنه.
* " على فلق " : - بفتحتين - : المطمئن من الأرض بين ربوتين.
* " على كل نقب " : - بفتح فسكون - .
* " فلا يدخلها " : - بالفاء - في أصلنا; أي: بسبب وجود الملائكة على
[ ص: 447 ] أنقابها لا يدخلها، وفي بعض النسخ بدونها، والفاء أقرب معنى، وهو إذا كان بالفاء عطف على جملة " على كل نقب من أنقابها ملك " ، وتلك الجملة جزاء للشرط، والجملة الشرطية تعليل للمدح.
* قوله : " فإذا كان ذلك " : أي: إذا وجد ذلك; أي: حفظ الملائكة المدينة، أو خروج الدجال.
* " رجفت المدينة " : لإخراج المنافقين؟ لكونها طيبة.
* " خرج إليه " : أي: إلى الدجال.
* " النساء " : لقلة الدين، وغلبة النفاق فيهن.
* " يوم التخليص " : - بالرفع - والإضافة، وكذا:
* " يوم تنفي المدينة الخبث " : والخبث - بفتحتين أو بضم فسكون - .
* " ساج " : أي: طيلسان.
* " فتضرب " : أي: الدجال.
* " قبته " : - بضم فتشديد - ; أي: خيمته.
* " بهذا الظرب " : - بفتح ظاء معجمة وكسر راء مهملة - : الجبل الصغير، وهو هكذا في أصلنا، وفي بعض النسخ - بالضاد المعجمة - ، والصواب الظاء كما في أصلنا.
* " أكبر من فتنة الدجال " : لأنه يظهر الإحياء، ويتبع معه الدنيا والجنة والنار ابتلاء من العزيز الجبار.
* قوله: " على عينه " : إشارة إلى أنه أعور; أي: فبهذه العلامة التي وضعها الله في وجهه يحق الله الحق ويبطل الباطل; ضرورة أنه يدعي الربوبية، وإله الخلق لا يمكن أن يكون معيوبا، وهذا ظاهر، ولذلك اهتم صلى الله عليه وسلم ببيانه والتنبيه عليه، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل [الأحزاب: 4].