13702 5851 - (14116) - (3\292 - 293) عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=694447خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج، معنا النساء والولدان، فلما قدمنا مكة، طفنا بالبيت، وبالصفا، والمروة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يكن معه هدي فليحلل " ، [ ص: 450 ] قلنا: أي الحل قال: " الحل كله " ، قال: فأتينا النساء، ولبسنا الثياب، ومسسنا الطيب، فلما كان يوم التروية أهللنا بالحج، وكفانا الطواف الأول بين الصفا، والمروة، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة، فجاء سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، أرأيت عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟فقال: " لا، بل للأبد " ، قال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أو فيما نستقبل؟ قال: " لا، بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير " قال: ففيم العمل؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=11920أبو النضر في حديثه: فسمعت من سمع من nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، يقول: قال: " اعملوا، فكل ميسر " .
قال حسن: قال زهير: ثم لم أفهم كلاما تكلم به nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير، فسألت ياسين،فقلت: كيف قال nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير في هذا الموضع؟ فقال: سمعته يقول: " nindex.php?page=hadith&LINKID=664432اعملوا فكل ميسر " .
* قوله : " مهلين بالحج " : يدل على الإفراد، وقد جاء غير ذلك، والظاهر أن هذا محمول على الأكثر، وبه يظهر التوفيق.
* " أي الحل " : أي: الحل عن بعض المحرمات، أو عن كلها؟ فبين لهم أنه الحل عن كلها.
* " وكفانا الطواف الأول " : يدل على أن المتمتع يكفيه سعي واحد، والتأويل بأن المراد بقوله: " كفانا " ; أي: كفى القارن منا، أو المفرد، بعيد جدا.
* " كل سبعة " : بدل من ضمير " نشترك " إن كان بالنون للمتكلم مع الغير، وفاعله إن كان بالياء للغائب.
* " كأنا خلقنا الآن " : أي: بين بيانا شافيا واضحا; كالبيان لمن لا يعرف شيئا قبل.
[ ص: 451 ] * " عمرتنا هذه " : أي: في أشهر الحج، أو الحاصلة بفسخ الحج عمرة، والجمهور على الأول، وبعضهم على الثاني.
* " فيم العمل اليوم؟ " : " ما " استفهامية، وترك ألفها مع حرف الجر على الأصل، على خلاف الاستعمال المشهور; أي: في أي شيء العمل الذي نعمله اليوم; أي: في الدنيا، أهو في جملة المقدرات التي جرى بها التقدير الإلهي، أم هو في جملة الأمور التي هي إلينا، نأتي بها كيف شئنا، من غير سبق تقدير بها؟ وليس المراد تقدير أن هناك أمورا كذلك، بل المراد: أن العمل إن لم يكن مقدرا، فلابد أن يكون هناك أمور كذلك يكون العمل من جملتها.
* " أو فيما يستقبل " : أي: جملة الأمور المستقبلة; أي: التي ما سبق بها تقدير.
* " ففيم العمل؟ " : أي: في تحصيل أي فائدة العمل; أي: إذا علم أن العمل مقدر، علم أن كل شيء مقدر، فأي فائدة في العمل، بعد أن قدر لكل عبد مقره؟ وقد تقدم بعض ما يتعلق بشرح هذا المقام، والله تعالى أعلم.