[ ص: 53 ] غفل عنه ، ذهب به ، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها ، فلم تطعمها ، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض ، حتى ماتت جوعا ، وجيء بالجنة ، فذاك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ، فمددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ، ثم بدا لي ألا أفعل " .
* قوله : "قال : كسفت الشمس " : - بفتح كاف وسين ، أو بضم كاف وكسر سين - ، يقال : كسفت الشمس ، وكسفها الله .
* "ست ركعات " : المراد بالركعة : الركوع .
* "في أربع سجدات " : أي : في ركعتين ، كل ركعة فيها ثلاثة ركوعات .
* "ثم قرأ " : بعد أن شرع في الصلاة .
* "وإنهما لا ينكسفان لموت بشر " : ردا على من زعم ذاك لموت إبراهيم .
* "توعدونه " : على بناء المفعول ، والضمير المنصوب مفعول ثان ; فإن الوعد يتعدى إلى مفعولين ، والمراد : الأمر الموعود في الآخرة من الجنة والنار .
* "من لفحها " : أي حرها .
* قوله : "أي رب ! وأنا فيهم ؟ " : أي : أتعذبهم وأنا فيهم ؟ وقد قلت : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم [الأنفال : 33] ، قاله خوفا من نزول العذاب ، فأراد أن يدفعه توسلا بجميل وعده .
* "صاحب المحجن " : - بكسر ميم وسكون حاء مهملة بعد جيم - : هي عصا يكون رأسها مائلا ، بحيث يمكن أن يتعلق به شيء .
* "قصبه " : - بضم قاف وسكون صاد - ; أي : أمعاءه .
* "فطن " : على بناء المفعول ، وكذا "غفل " .
[ ص: 54 ] * "من خشاش الأرض " : - فتح الخاء - أشهر اللغات الثلاثة ، ويجوز كسرها وضمها ، وإعجامها أصوب ، وهي الهوام ، وقيل : ضعاف الطير .
قيل : وفيه أن بعضهم معذب في جهنم اليوم .
* "ثم بدا لي ألا أفعل " : حتى يبقى الإيمان بالغيب ، ولم يصر عيانا ، والله تعالى أعلم .