قال النووي : الوفد : الجماعة المختارة من القوم للقي العظماء والمسير إليهم ، واحدهم وافد ، وهذا الوفد تقدم قبائل عبد القيس للهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا أربعة عشر راكبا : الأشج العصري رئيسهم ، ومريدة بن مالك المحاربي ، وعبيدة بن همام المحاربي ، وصحار بن عباس ، وعمرو بن مرحوم ، والحارث بن شعيب ، والحارث بن جندب ، ولم نعثر على أكثر من أسماء هؤلاء ، وسبب وفودهم أن منقذ بن حبان كان متجره إلى المدينة في الجاهلية ، فجاء بملاحف وتمر فيها من هجر على عادته ، فبينما هو قاعد ، إذ مر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فنهض منقذ إليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "أمنقذ بن حبان ؟ " ، وسأله عن قومه وعن أشرافهم رجل رجل ، يسميهم بأسمائهم ، فأسلم منقذ ، وتعلم الفاتحة ، و اقرأ باسم ربك [العلق : 1] ، ثم ذهب إلى بلاده ، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم معه إلى جماعة عبد القيس كتابا ، فذهب به ، وكتمه أياما ، ثم اطلعت عليه امرأته بنت الأشج ، ومنقذ يصلي ويقرأ ، فأنكرت ذلك ، فذكرته لأبيها ، وقالت : أنكرت بعلي منذ قدم من المدينة أنه يغسل أطرافه ، ويستقبل الجهة ، يحني ظهره مرة ، ويضع جبينه مرة ، فتلاقيا ، فتجاريا ذلك ، فوقع الإسلام في قلبه ، ثم ثار الأشج إلى قومه بالكتاب ، فقرأ عليهم ، فوقع الإسلام في قلوبهم ، وأجمعوا على