* قوله : "أين كان ربنا؟" : قيل : هو بتقدير : أين كان عرشه؟ قال : ويدل عليه : "ثم خلق عرشه على الماء"; أي : جعل ، وعلى هذا يحمل قوله : "قبل أن يخلق خلقه" : على غير العرش وما يتعلق به ، وحينئذ لا إشكال في الحديث أصلا .
* و"العماء" - بالفتح والمد - : السحاب ، ومن لا يقدر مضافا يقول : ليس المراد من العماء شيئا موجودا غير الله; لأنه حينئذ يكون من قبيل الخلق ، والكلام مفروض قبل أن يخلق الخلق ، بل المراد : ليس معه شيء ، ويدل عليه رواية : "كان في عمى " - بالقصر - مفسر به ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : قال يزيد : العماء; أي : ليس معه شيء ، وعلى هذا كلمة "في" في قوله : "كان في عماء" : بمعنى "مع"; أي : كان مع عدم شيء آخر ، ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم [ ص: 262 ] المكان ، وإلى أنه لا أين ثمة ، فضلا عن أن يكون هو في مكان .
وقال كثير من العلماء : هذا من حديث الصفات ، فنؤمن به ، ونكل علمه إلى عالمه ، و "ما" في "ما تحته" نافية لا موصولة ، وكذا في "وما فوقه" .