* "لأبغضتهما " : أي : لو رأيت منزلتهما من الحقارة والبعد عن نظر الله ، لأبغضتهما ، وتبرأت منهما تبرؤ إبراهيم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - عن أبيه حيث تبين أنه عدو لله .
وفي "المجمع " : فيه محمد بن عثمان لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، والمسألة مختلف فيها ، قال النووي : منهم من قال : هم تبع
[ ص: 20 ] لآبائهم في النار ، ومنهم من توقف ، والصحيح أنهم من أهل الجنة .
قلت : قد جاءت الأحاديث في الظاهر مختلفة ، فقد جاء فيهم : "الله أعلم بما كانوا عاملين " ، وجاء : "من آبائهم " كهذا الحديث ، وجاء غير ذلك ، والأولى في التوفيق أن يقال : جاء قوله صلى الله عليه وسلم : "هم من آبائهم " على ما هو الغالب المظنون فيهم ; إذ الظاهر أن الولد يتبع الآباء في الدين إن عاش ، لكن قد يكون الأمر بخلافه ، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى وجه البناء بقوله : "فأبواه يهودانه " ، ومنع عن الجزم بقوله nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : "أو غير ذلك " ، وجزم في بعض أطفال المؤمنين بالكفر ، فقال في الغلام الذي قتله الخضر : "طبع كافرا " .