ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معه حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس، فخرجوا في الطريق، وعلى الأجاجير، فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله
[ ص: 16 ] أكبر، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء محمد. قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب، لأكرمهم بذلك " فلما أصبح غدا حيث أمر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب: أول من كان قدم علينا من المهاجرين nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثم قدم علينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، فقلنا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو على أثري، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر معه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=48البراء: ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل.
قال إسرائيل: وكان nindex.php?page=showalam&ids=48البراء من الأنصار من بني حارثة.
* قوله: "سرجا" : - بفتح فسكون - : واحد السروج.
* "حين خرج" : أي: من الغار بعد ثلاث ليال.
* "فأدلجنا" : - بتخفيف الدال - بمعنى: سار من أول الليل - وبتشديدها - بمعنى: سار من آخره، وقيل: أدلج - بالوجهين - في سير الليل مطلقا، أوله وآخره، والمشهور - ها هنا - السكون.
* "يومنا وليلتنا" : وفي "صحيح البخاري" بتقديم "ليلتنا"، وهو أظهر، نعم الواو لا تفيد الترتيب، فتصح على رواية - أيضا - .
* "حتى أظهرنا" : دخلنا في الظهيرة، أو في الظهر; أي: قاربنا دخوله، فلا ينافي قوله: "وقام قائم الظهيرة"; فإنه يدل على أنه كان وقت الاستواء حيث لا يظهر ظل، ومعناه: أي: وقف الظل الذي يقف عادة عند الظهيرة حسبما يرى
[ ص: 17 ] ويظهر; فإن الظل عند الظهيرة لا يظهر له سويعة حركة حتى يظهر بمرأى العين أنه واقف، وهو سائر حقيقة، وقيل: هو حال الشمس، ولا يخفى أن التذكير يأباه.
* "من الطلب" : - بفتحتين - قيل: جمع طالب; كخدم جمع خادم، أو مصدر أقيم مقامه، أو على حذف المضاف; أي: أهل الطلب، قلت: قوله: "هذا الطلب قد لحقنا" - فيما بعد - يدل على أنه ليس بجمع.
* "حالب لي" : أي: بأن أذن لك أن تحلب لمن يمر بك على سبيل الضيافة، فلا يرد أنه كيف شربوا اللبن من الغلام وهو غير مالك له؟ وقيل في الجواب عنه: إنه كان لصديق لهم علموا برضائه، وهذا جائز، أو أنه كان مال حربي لا أمان له، أو لعلهم كانوا مضطرين.
* "فاعتقل شاة" : أي: احتبسها للحلب.
* "كثبة" : - بضم كاف وسكون مثلثة فموحدة - قيل: هي قدر الحلبة، وقيل: هي القليل منه.
[ ص: 18 ] * "فصببت" : أي: الماء من الإداوة على قدح اللبن.
وفي بعض النسخ: "ثم قلت"، والصواب: "قال" كما في "ترتيب المسند"، و"صحيح مسلم".
* "يطلبونا" : - من حذف نون الرفع تخفيفا - وهو كثير بلا سبب، فكيف عند اجتماع النونين، ويحتمل تشديد النون بالإدغام; مثل قوله - تعالى - : أفغير الله تأمروني [الزمر: 64].
* "وعلى الأجاجير" : أي: وطلعوا على السطوح، وهو جمع إجار - بكسر فتشديد - يعني: السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط، والإنجار - بالنون - لغة فيه، والجمع: الأجاجير، والأناجير.
* "فاشتد" : أي: كثر.
* "الخدم" : - بفتحتين - ; أي: العبيد.
* "يقولون: الله أكبر" : فرحة بقدومه.
* "وتنازع القوم" : أي: الأنصار، الظاهر أن هذا التنازع عند نزوله من القباء.
* "أيهم" : أي: ليعلموا أيهم ينزل عليه على بني النجار، كأن غالبهم كانوا في محل واحد.
* "فلما أصبح، غدا حيث أمر" : لعل هذا إشارة إلى ما جاء: أن ناسا قالوا: يا رسول الله إلينا، وناسا قالوا: المنزل يا رسول الله، فقال: "دعوا الناقة; فإنها مأمورة"، فبركت على باب أبي أيوب.
وفي رواية: "عند موضع المنبر من المسجد، فأتاه nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب فقال: إن منزلي أقرب المنازل، فائذن لي أن أنقل رحلك، قال: نعم، فنقل، وأناخ الناقة في منزله"، وجاء أن nindex.php?page=showalam&ids=50أبا أيوب لما نقل رحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[ ص: 20 ] "المرء مع رحله"، وجاء أن مدة إقامته عند أبي أيوب كانت سبعة أشهر، ذكره في "فتح الباري".