* قوله : "الكمأة من المن " : الكمأة - بفتح كاف وسكون ميم وفتح همزة - : نبات ، لا ساق لها ولا ورق ، توجد في الفلوات من غير أن تزرع ، وقيل : هو شيء أبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له : شحم الأرض ، واحدها كمء - بلا تاء - على خلاف القياس ، والقياس العكس ; كما في تمر وتمرة ، وهو من النوادر .
[ ص: 150 ] * وقوله : "من المن " : أي : من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل ; كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : فأفاد أن المن لم يكن طعاما واحدا كما يقوله المفسرون ، وإنما كان أنواعا ، ومنه الكمأة ، وقيل : أراد أنه يخرج من الأرض بلا مؤنة زرع ، كالمن كان ينزل من السماء ، ويؤيده رواية أنها من السلوى ، وقيل : معناه أنه مما من الله تعالى به على عباده بإنعامه ، وهذا لا يوافق الروايات إلا أن يقال : لعل تلك الروايات مما تصرف فيه الرواة على حسب أفهامهم اعتمادا على النقل بالمعنى .
* "شفاء للعين " : قيل : شفاء من حرارات العين ; لبرودة مائها ، وقيل : إن كان في العين حرارة ، فمجرد الماء شفاء ، وإلا فيخلط بدواء مناسب ، وقيل : لا بد من الخلط ; فإن ماءها وحده يؤذي العين ، وقيل : الصواب أنه شفاء مطلقا ، وقد نقل النووي - رحمه الله تعالى - في ذلك تجربة ، قال : رأيت أنا وغيري في زماننا من عمي وذهب بصره ، فكحل بماء الكمأة مجردا ، فشفي وعاد إليه بصره ، وكان استعماله ماء الكمأة اعتقادا في الحديث وتبركا ، قال : فيعصر ماؤها ، ويجعل في العين منه ، وقيل : تؤخذ الكمأة ، فتشق ، وتوضع على الجمرة حتى يعلو ماؤها ، فيكتحل بمائها ; لأن النار تلطفه .