* "كهيئته": أي: على هيئته وحسابه القديم، وكان العرب يقدمون شهرا ويؤخرون آخر، ويسمون ذلك، فبين صلى الله عليه وسلم أن ذلك الوضع وضع جاهلي باطل، والمعتبر في المناسك وغيرها هو الوضع الإلهي السابق، وإضافة رجب إلى مضر؛ لأنهم كانوا يحافظون عليه أشد المحافظة، ثم بين ذلك توضيحا وتأكيدا، فقال: "الذي بين جمادى. . . إلخ" - بضم الجيم - .
* "ألا أي يوم": قاله تذكيرا للحرمة.
* "البلدة": أي: المعروفة.
* "إن دماءكم وأموالكم": قيل: تقديره: سفك دمائكم وأخذ أموالكم؛ إذ الذوات لا توصف بتحريم ولا تحليل، فيقدر في كل ما يناسبه.
[ ص: 145 ]
قلت: يمكن أن يقدر واحد عام، فيحمل بالنظر إلى كل على ما يليق به؛ كتناول دمائكم وتعرضها، ثم ليس الكلام من مقابلة الجمع للجمع لإفادة التوزيع حتى يصير المعنى: أن دم كل أحد وماله حرام عليه، بل الأول لإفادة العموم؛ أي: دم كل أحد حرام عليه وعلى غيره، والثاني لإفادة أن مال كل أحد حرام على غيره، ويمكن أن يقال: المعنى فيهما: أن دم كل أحد وماله حرام على غيره، وأما حرمة الدم على نفسه فليست مقصودة في هذا الحديث، وإنما هي معلومة من خارج، وذلك لأن تعرض المرء دم نفسه ممنوع طبعا ، فلا حاجة إلى ذكره إلا نادرا .
* "وأعراضكم": جمع عرض، وهو الوجاهة بين الناس.
"كحرمة يومكم": تأكيد للتحريم وتوضيح له بناء على زعمهم.
* "لا ترجعون": نفي بمعنى النهي؛ أي: لا تصيروا.
* "يضرب": - بالرفع - على الاستئناف، أو على أنه بيان "ضلالا " أو - بالجزم - .