[ ص: 335 ] * قوله : "موسى بني إسرائيل": الإضافة لتنكير العلم أولا ، ثم الإضافة كأنه استبعد أن يكون موسى بني إسرائيل مع جلالة قدره يتلمذ لغيره.
* "كذب نوف عدو الله": نوف هذا هو نوف بن فضالة ابن امرأة كعب الأحبار، وقيل: ابن أخيه، كنيته أبو يزيد، وكان عالما حكيما ، قاضيا وإماما لأهل دمشق، فلذا قال العلماء بقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "عدو الله": جاء على وجه الإغلاظ والزجر عن مثل قوله، لا أنه اعتقد أنه عدو الله حقيقة، وذلك لأن قوله مخالف للحق، فأبطله أشد إبطال، وغضب لذلك أشد غضب، وحال الغضب تطلق ألفاظ لا يراد حقيقتها.
قلت: كأنه أغلظ؛ لما فيه من الميل إلى اليهودية، وإشاعة أقوالهم وعقائدهم، ولذلك قال: عدو الله.
* "قال: أنا": أي: في ظني، وأيضا قد كان أعلم الناس في علمه الذي كان عنده، فهو صادق كما سبق.
* "جرية الماء": - بكسر الجيم - حتى صار كبناء عقد أعلاه، وبقي ما تحته خاليا ، وهو المراد بالطاق والسرب.
* "فاستيقظ موسى فقال لفتاه": أي: بعدما مشى من ذلك المحل؛ كما جاء به الرواية، وهو الموافق لما بعده، وأن ظاهر اللفظ خلاف ذلك.
* "نصبا": - بفتحتين - : التعب.
* "أوينا": انضممنا.
* "مسجى": - بتشديد الجيم - أي: مغطى.
* "عليه ثوب": مبتدأ وخبره.
[ ص: 336 ]
* "وأنى بأرضك السلام السلام؟": أي: كيف تحقق السلام في هذه الأرض، وهو غير معهود فيها؟!
* "قال: أنا موسى": قيل: هو من أسلوب الحكيم؛ للتنبيه على أن اللائق السؤال عن المسلم، لا عن كيفية تحقق السلام في تلك الأرض.
* "إني على علم. . . إلخ": أي: كل مخصوص بعلمه، فلا تطلب المشاركة في الخاصة.
* "فحمل": - على بناء المفعول - أي: الخضر أصالة، ومن معه تبعا .
* "بغير نول" - بفتح النون - أي: بلا أجرة.
* "فلم يعجبه" أي: موسى؛ كأنه ثقل عليه ذلك؛ لفقر أصحاب السفينة، لا أنه ثقل عليه كونه ما عرف قدره.
* "ونظر": أي: موسى أو الخضر.
* "فأخذ": أي: الخضر.
* "القدوم": كرسول، والجمع قدم؛ كرسل: هي الآلة ينحت بها، مؤنثة، والتشديد عامي؛ وقيل: لغة.
* "فقال: حملنا": - على بناء المفعول أو الفاعل - أي: حملنا صاحب السفينة؛ أي: إنهم أحسنوا إلينا، وأنت تريد أن تقابل إحسانهم بإساءة لا يقتصر ضررها عليهم، بل يتعدى إلينا أيضا! قيل: ما ظهر هذا الفعل من الخضر لغير موسى، وإلا لما مكنه أهل السفينة من ذلك، وسيجيء أنه فعل بعد أن خرجوا من السفينة.
* "إلا كما ينقص": هو مثل في عدم النقص؛ بناء على أنه لا يظهر نقص بذلك، وهو المراد هاهنا، قاله تنبيها على أن اللائق بالعبد تفويض الجواب من مثل هذا السؤال - وهو من أعلم أهل الأرض - إلى علمه تعالى، لا التصدي للجواب بالتعيين كما فعله موسى.
* "زاكية": أي: طاهرة من الآثام، يدل على أنه لم يكن بالغا .
* "بغير نفس": أي: بلا قصاص، هذه المرة من الإنكار أشد من المرة الأولى؛ حيث صرح بأنه نكر؛ بخلاف الأول؛ فإنه قال: إمر؛ أي: عظيم، ويؤخذ منه الإنكار بحسب المقام، وذلك لأنه هاهنا باشر الإهلاك، وفي الأول تسبب له من غير علم بالوقوع، ثم ما وقع، وإن كان موسى ما يعلم أولا بعدم الوقوع.
* "يريد أن ينقض": أي: يقرب أن يسقط.
* لو شئت لاتخذت عليه أجرا : أي: لأنهم أساؤوا، فالإحسان إليهم في غير محله، سيما إذا أدى ذلك إلى تحمل الرفيق الجوع.
* "لو كان صبر": أي: لكان أولى، أو هو للتمني.
* "حتى يقص": أي: كي يقص؛ تعليل لقوله صلى الله عليه وسلم، لا للصبر.