* قوله: " وسأله رجل": يريد نفسه؛ كما يدل عليه روايات الحديث.
* "أتحرج منه ": من الحرج، وهو الضيق، ويطلق على الإثم، ويعني أتحرج: أجتنب وأمتنع؛ كتأثم: اجتنب عن الإثم.
* "لا يختلجن": قد اختلف في روايته مادة وهيئة، أما الأول، فقال العراقي: المشهور: أنه - بتقديم الخاء المعجمة على الجيم -، وروي - بتقديم [ ص: 72 ] الحاء المهملة على الجيم -، وأما الثاني، فهل هو من الافتعال، أو من التفعل؟ والمعنى على التقادير واحد، أي: لا يقع في نفسك شك منه وريبة.
* "شيء ": أي: طعام، كما في رواية.
* "ضارعت ": - بسكون العين وفتح التاء - على صيغة الخطاب، أي: شابهت به الملة النصرانية، أي: أهلها، وقد اختلفوا في أن الجواب مفيد للمنع أو الإباحة، والأقرب عندي أن المراد الإباحة، ومحط الكلام هو الطعام، والمعنى: لا يختلج في صدرك طعام تشبه فيه النصارى، وإنما يختلج دين أو خلق تشبه فيه النصارى، يعني: أن التشبه الممنوع إنما في الدين والعادات والأخلاق، لا في الطعام الذي يحتاج إليه كل أحد، والتشبه فيه لازم؛ لاتحاد جنس مأكول الفريقين، وقد أذن الله تعالى فيه بقوله: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم [المائدة: 5]، فالتشبه في مثله لا عبرة به، ولا يختلج في صدرك حتى تسأل عنه، وقد سبق في مسند الكوفيين هذا المعنى في مسند nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم أيضا في موضعين، إلا أنه كان في موضع بحيث يفيد الإباحة، وفي موضع يفيد المنع، والظاهر أن التغيير من الرواة بحسب ما فهموا، والله تعالى أعلم.