[ ص: 232 ] * قوله : "كان يحوطك " : من حاطه : إذا صانه وذب عنه .
* "ويفعل " : أي : فيك ما يفعل .
* "إنه في ضحضاح " : - بضادين معجمتين مفتوحتين - : هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين ، واستعير في النار .
* "في الدرك " : - بفتحتين ، أو بسكون الثاني - ، والمراد : قعر جهنم ، ثم لعل المراد أنه كان مستحقا للدرك الأسفل لولا شفاعتي ، فبشفاعتي صار مستحقا للضحضاح ، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة ، وقيل : ذلك إنما هو العرض ، قال تعالى : النار يعرضون عليها [غافر : 46] ، الآية ، وهو الذي تدل عليه أحاديث عذاب القبر .
بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة ، وهو ينافي قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب [النور : 39] . الآية .
وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر ناقصة في الجملة ، وهو ينافي قوله تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر : 48] .
ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفع كل واحد من العمل ، والشفاعة نفي نفع المجموع ; أي : العمل مع الشفاعة ، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع ، فلا إشكال .
وقيل : المراد بنفي النفع نفي النفع بحيث يتخلص من النار ، والثابت ها هنا النفع بالتخفيف ، فلا منافاة ، والله تعالى أعلم .