ثم قال: "اقرءوا البقرة؛ فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة".
* قوله: "اقرؤوا القرآن": إن أريد به القرآن كله؛ كما هو الملائم لقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=702717 "اقرؤوا الزهراوين "، فإنه تخصيص بعد تعميم ظاهرا، فالأمر للندب، أو الوجوب على الكفاية، وإن أريد به ما يعم الكل وبعضه، أي: اقرؤوا ما يصدق عليه أنه قرآن، سواء كان بعضا أو كلا، فالأمر لمطلق الطلب، يعم الندب والوجوب بطريق عموم المجاز، لا بطريق الجمع بين الحقيقة والمجاز، فيعتبر للندب بالنظر إلى الكل، وللوجوب بالنظر إلى البعض، ويمكن جعله للوجوب عينا، أو على الكفاية، فهو للوجوب عينا بالنظر إلى البعض، وللوجوب كفاية بالنظر إلى الكل، وأما الأمر في قوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=702717 "اقرؤوا الزهراوان"، فللندب، أو للوجوب على الكفاية، والزهراوان - بالألف - على لغة من يلزم الألف في التثنية في الأحوال كلها، وقد جاء: الزهراوين - بالياء - في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، على اللغة [ ص: 123 ] المشهورة، والزهراوان: تثنية الزهراء بمعنى: النير المضيء، أطلق على السورتين؛ لهدايتهما وكثرة أجرهما.
* "غمامتان": أي: سحابتان فوق أهلهما؛ لوقاية حر ذلك اليوم.
* "غيايتان": الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه؛ من سحابة وغيرها.
* "البطلة": قيل، أي: السحرة، سموا بطلة؛ لأن ما يأتون به باطل، فسموا باسم عملهم، وقيل: أراد بالبطلة: أصحاب البطالة والكسالة، أي: لا يستطيع قراءة ألفاظها وتدبر معانيها والعمل بأوامرها ونواهيها البطالة والكسالى.