[ ص: 236 ] الكعبة " ، قال : فذهبت أنظر ، فإذا القتال على هيئته فيما أرى ، قال : فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته ، فما زلت أرى حدهم كليلا ، وأمرهم مدبرا ، حتى هزمهم الله . قال : وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته .
* "فروة بن نعامة " : قال النووي : الصحيح المعروف : نفاثة - بنون مضمومة ثم فاء مخففة ثم ألف ثم ثاء مثلثة - ، وفي رواية : نعامة - بالعين والميم .
* "ولى " : بتشديد اللام - .
* "يركض " : كينصر ; أي : يسرع .
* "وهو لا يألو " : أي : لا يقصر ولا يترك .
* "ما أسرع " : أي : الإسراع .
* "السمرة " : بفتح فضم - : اسم شجرة بايعوا تحتها .
* "عطفتهم " : ضبط - بفتح العين - ; أي : انصرافهم ، ويمكن أن يكون - بكسر العين - ; أي : كيفية رجوعهم وانصرافهم .
* "فنادت الأنصار " : أي : بعضهم بعضا .
وفي "الترتيب " : فبادر الأنصار .
* "ثم قصرت " : على بناء المفعول .
[ ص: 237 ] * "هذا حين حمي الوطيس " : "حين" - بالفتح - مبني ; لإضافته إلى الجملة ، و"حمي" - بكسر الميم - من حميت النار : إذا اشتد حرها ، و"الوطيس" - بفتح واو وكسر طاء مهملة وبسين مهملة - : التنور ، أراد : الحرب ، والظاهر أن خبر "هذا" هو "حين حمي الوطيس " ، وقيل : محذوف ، والتقدير : هذا القتال حين حمي الوطيس .
وفي "المواهب " : الوطيس : هو التنور يخبز فيه ، يضرب مثلا لشدة الحرب الذي يشبه حرها حره ، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
* "انهزموا " : على لفظ الخبر .
* "فذهبت أنظر " : أي : قبيل الرمي ، أو عند الرمي متصلا به .
* "ما هو " : أي : انهزامهم .
* "إلا أن " : أي : بأن رماهم ; أي : بسببه .
* "حدهم " : - بفتح الحاء المهملة - ; أي : ما زلت أرى قوتهم ضعيفة .