هو أبو عبد الله، سلمان الخير، ويقال له: سلمان بن إسلام، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا سئل عن نسبه، يقول: أنا سلمان بن إسلام، وكان أول مشاهده الخندق، وشهد ما بعدها، وفتوح العراق، وفاته بدر وأحد بسبب الرق، وهو الذي أشار بحفر الخندق، فقال أبو سفيان لأصحابه: مكيدة [ما] كانت العرب تكيدها.
وذكر أنه لما خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، قطع لكل عشرة أربعين ذراعا، واختصم المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلا قويا، فقال المهاجرون: nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان منا، وقالت الأنصار: nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=938716 "سلمان منا أهل البيت".
ورويت قصة إسلامه من طرق كثيرة، من أصحها: ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان نفسه، وسيجيء.
وسكن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان العراق، وكان يعمل الخوص بيده، ويأكل منه، وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج فرقه، وتصدق به.
وكان أبو الدرداء قد سكن الشام، فكتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: أما بعد: فإن الله تعالى رزقني بعدك مالا وولدا، ونزلت الأرض المقدسة، فكتب إليه nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: سلام [ ص: 16 ] عليك، أما بعد فإنك كتبت إلي أن الله رزقك مالا وولدا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، ويسعك علمك، وكتبت إلي أنك بالأرض المقدسة؛ فإن الأرض لا تقدس أحدا.
وفيه جاء: "لو كان العلم متعلقا بالثريا، لناله رجل".
وجاء عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: أنه كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينفرد به بالليل، حتى كاد يغلبنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء: أنه جاوز عمره المئتين وخمسين، ومات سنة ثلاث وثلاثين، وقيل غير ذلك.
وجاء: أنه أدرك وصي عيسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام .