وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا، لجاء الله - عز وجل - بقوم يذنبون، ليغفر لهم".
* قوله: "كفارة الذنب الندامة": المراد بالكفارة: التوبة; فقد روى ابن ماجه بإسناد صحيح كما ذكره صاحب "زوائده": nindex.php?page=hadith&LINKID=847069 "الندم توبة"، والمراد: الندامة على المعصية; لكونها معصية، وإلا فإذا ندم عليها من جهة أخرى; كما إذا ندم على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه، فليس من التوبة في شيء، ومعنى كونها توبة: أنها معظمها، ومستلزم لبقية أجزائها عادة; فإن النادم ينقلع عن الذنب في الحال عادة، ويعزم على عدم العود إليه في الاستقبال، وبهذا القدر يتم التوبة، إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء، وإلا في حقوق العباد، فتحتاج فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندم يعين على ذلك. [ ص: 41 ]
* "لجاء الله": أي: لذهب بكم، ولجاء بغيركم; كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم.
* "ليغفر لهم": أي: باستغفارهم; كما في حديث أبي هريرة، فالمقصود: الحث على الاستغفار بعد وقوع الذنوب، وأنه لا ينبغي أن يقطع الرجاء بالذنوب، لا الترغيب في الذنوب.