* قوله: "ألا نزوجك": قيل: هو عرض، وقيل: تحضيض، وفرق بينهما معنى بأن ما تأكد فيه الطلب تحضيض، وما لم يتأكد عرض، وقيل: ما كان المحثوث عليه فيه من عند المتكلم عرض، وما لا فتحضيض، والجارية هاهنا ليست من عند عثمان في الظاهر، فهو تحضيض.
قلت: بل هي من عنده; لقوله: نزوجك، ولا يكون في ذلك أن تكون بنتا أو مملوكة له، فليتأمل.
وأما الفرق بينهما باعتبار الأحكام الإعرابية، فمحله كتب العربية.
* "أن تذكرك": أي: لعله يرجع إليك شيء من قوة الشباب والنشاط.
* "أما لئن قلت. . . إلخ": يحتمل أنه تحسين لكلام عثمان; أي: إن ما حضضتني عليه، فهو مما حضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أيضا، ويحتمل أنه رد عليه [ ص: 231 ] بناء على أن الخطاب في الحديث بالشباب، فالمعنى: إنما يحض على ذلك من هو في سن الشباب.
* "يا معشر الشباب": الشباب - بفتح الشين - : جمع شاب، ويجيء مصدرا بمعنى: خلاف المشيب.
* "الباءة": - بالمد والهاء - على الأفصح: يطلق على الجماع، والعقد، ويصح في الحديث كل منهما بتقدير المضاف، أي: مؤنه، وأسبابه، أو المراد هاهنا بها: المؤن مجازا.
* "فليتزوج": أمر ندب، وجاء - بكسر واو ومد - أي: كسر شديد يذهب بشهوته.
قال الزركشي في قوله: "فعليه بالصوم" قيل: إنه من إغراء الغائب; أي: ومن قواعدهم أن إغراء الغائب لا يجوز، ولكن سهله هاهنا تقدم المغرى به في قوله: "من استطاع منكم" فأشبه إغراء الحاضر.
وقال ابن عصفور: الباء زائدة في المبتدأ، ومعناه الخبر لا الأمر; أي: وإلا فعليه الصوم، وقيل: هو من إغراء المخاطب; أي: أشيروا عليه بالصوم، انتهى.
قلت: ظاهر ما نقل عن ابن عصفور يقتضي وجوب الصوم، وفيه توقف، فليتأمل.