* "وهو خلقك": أي: والحال أنه انفرد بخلقك، فكيف لك اتخاذ شريك [ ص: 243 ] معه، وجعل عبادتك مقسومة بينهما; فإنه تعالى مع كونه منزها عن شريك، وكون الشريك باطلا في ذاته لو فرض وجود شريك - نعوذ بالله منه - لما حسن منك اتخاذه شريكا معه في عبادتك; بناء على أنه ما خلقك، وإنما خلقك هو تعالى منفردا بخلقك.
* "ولدك": أي: الذي هو أحب الأشياء عند الإنسان عادة، ثم الحامل على قتله خوف أن يأكل معك، وهو في نفسه من أخس الأشياء، فإذا قارن القتل - سيما قتل الولد، خصوصا من العالم بحقيقة الأمر، كما يدل عليه الخطاب - زاد قبحا على قبح.
* "حليلة جارك": الذي يستحق منك التوقير والتكريم.
فالحاصل أن هذه الذنوب في ذاتها قبائح أي قبائح، وقد قارنها من الأحوال ما جعلها في القبح بحيث لا يحيطها الوصف، والله تعالى أعلم.