قال: فمررت برجلين، وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله، ولا الدار الآخرة، فتثبت، حتى سمعت ما قالا، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنك قلت لنا: "لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا "، وإني مررت بفلان وفلان، وهما يقولان كذا وكذا، قال: فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشق عليه، ثم قال: "دعنا منك، فقد أوذي موسى أكثر من ذلك، ثم صبر".
* قوله: "لا يبلغني": من الإبلاع أو التبليغ، وهو نهي، أو نفي بمعناه.
* "وأنا سليم الصدر" أي: وتبليغ أحوال الناس إياي يخل في ذلك، ولعل المراد: ما لا يجب، أو لا ينبغي تبليغه الحاكم.
* "فتثبت": من التثبت; أي: تحققت، وكأنه رأى أن التجسس لمصلحة التأديب جائز.
* "إنك قلت. . . إلخ": كأنه قصد بذلك أن يعرف أن النهي هل شمل لمثله أم لا; والله تعالى أعلم.