* قوله: "إن أفعل فقد سمعت": - "إن" شرطية جازمة، وجوابها مقدر، وجملة "فقد سمعت" تعليل أقيم مقام ذلك المقدر; أي: إن أفعل فهو في محله; لاستناده إلى أصل أصيل.
ثم دلالة الحديث على المطلوب باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم خص الركنين بالفضل دون غيرهما، فلا ينبغي التجاوز إلى غيرهما إلا بدليل، ولا دليل، وأما قوله:
* "وسمعته يقول: من طاف. . . إلخ": فغير داخل في الجواب، بل هو لزيادة الإفادة.
* "من طاف أسبوعا": - هكذا بالألف - في أصلنا، وفي كثير من النسخ: [ ص: 449 ] "سبوعا" - بلا ألف - وفي "النهاية": من طاف أسبوعا; أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع - بلا ألف - لغة فيه قليلة.
* "يحصيه": من الإحصاء; أي: يستوفيه ويتمه.
* "كان": أي: ذلك الطواف، ويمكن أن يكون "كان" خاليا عن الضمير واسمه.
* "كعدل رقبة" - على أن الكاف اسم بمعنى المثل; أي: كان له من الثواب مثل عدل رقبة، والعدل - بفتح العين وكسرها لغتان - وقد فرق بينهما، والمراد: ما يساوي إعتاق رقبة، وقد جاء في إعتاق الرقبة أن جزاءه العتق من النار، وهو يتوقف على مغفرة الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، بل سابقها ولاحقها، والله تعالى أعلم.
* "ما رفع رجل قدما": أي: في الطواف كما هو الظاهر، أو في سبيل الله; لأنه حديث آخر كما يدل عليه قوله: "وسمعته يقول" والجمع بينه وبين السابق إنما وقع في كلام nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، نعم الظاهر أنه ما جمع إلا لأنه علم أن المراد بيان حال الطواف، والله تعالى أعلم.