* قوله: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى": المشهور قطع الهمزة فيهما، وقيل: وجاء حفا الرجل شاربه يحفوه؛ كأحفى: إذا استأصل أخذ شعره، وكذلك جاء: عفوت الشعر وأعفيته، لغتان، فعلى هذا يجوز أن تكون همزة وصل، واللحى - بكسر لام - أفصح من ضمها: جمع لحية.
قال الحافظ ابن حجر: الإحفاء - بالحاء المهملة والفاء - : الاستقصاء.
وقد جاءت روايات تدل على هذا المعنى، ومقتضاها أن المطلوب المبالغة في [ ص: 15 ] الإزالة، وهو مذهب الجمهور، ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قص الشارب حتى يبدو طرف الشفة؛ كما يدل عليه حديث: "خمس" أو "عشر من الفطرة" وهو مختار النووي.
قال النووي: وأما رواية: "احفوا" فمعناه: أزيلوا ما طال على الشفتين.
قلت: وعليه عمل غالب الناس اليوم، ولعل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا حمل الحديث على ذلك بناء على أنه وجد عمل أهل المدينة عليه، فإنه - رحمه الله - كان يأخذ في مثله بعمل أهل المدينة، فالمرجو أنه المختار، والله تعالى أعلم.