* "كنفا": أكثر ما يروى - بفتح كاف ونون - بمعنى: الجانب؛ أي: إنه لم يقربها، وقيل: بفتحتين: الساتر، أو الكنيف؛ أي: لم يضاجعنا حتى يطأ فراشنا، أو لم يطعم عندنا حتى يحتاج أن يفتش عن موضع قضاء الحاجة، تريد أنه صوام بالنهار، قوام بالليل، وقيل: - بكسر كاف وسكون نون - بمعنى: وعاء الراعي الذي يجعل فيه آلته؛ أي: لم يدخل يده مع زوجته في دواخل أمرها.
* "فعذمني": العذم لغة: العض، والمراد هاهنا: الأخذ باللسان، فقوله: "وعضني بلسانه" تفسير له.
*"فعضلتها": أي: حبستها.
ففي "الكشاف": العضل: الحبس، أو منعتها الحق الذي لها عليك.
وفي "المجمع": هو من العضل، وهو المنع؛ أي: لم تعامل معاملة الأزواج لنسائهم، ولم يتركها تتصرف في نفسها.
[ ص: 284 ] * "أتصوم النهار": أي: أتداوم؟ وليس المراد أن تصوم النهار كله، وأما قوله:
* "وتقوم الليل": فالمراد: أتقوم الليل كله؟ فليفهم.
* "أصوم وأفطر": أي: لا أداوم على الصوم.
* "أصلي وأنام": أي: لا أستوعب الليل بالصلاة.
* "وأمس": أي: أجامع.
* "فمن رغب عن سنتي": أي: أعرض عنها، ورأى تركها خيرا منها.
* "فليس مني": من أتباعي.
* "اقرأ": أي: مرة.
* "القرآن": أي: كله، ولا بد من حمل اللفظ على ما ذكرنا بقرينة المقام، وإلا فالأمر لا يدل على المرة، والقرآن يطلق على الكل والبعض.
* "من ذلك": أي: من الذي يقرؤه مرة في كل شهر.
* "في كل ثلاث": أي: كل ثلاث ليال، وقد جاء: "في كل سبع".
* "فإنه أفضل الصيام": ظاهره أنه أفضل من صيام الدهر، وبه قال بعض، ومن لا يرى ذلك يحمله على أنه أفضل في حقك.
* "شرة": - بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء - : الحرص على الشيء، والنشاط له.
* "والفترة": - بفتح فسكون - : ضده؛ أي: العابد يبالغ في عبادته أول الأمر، ويجد في نفسه قوة على ذلك، وشوقا ورغبة فيه، وكل مبالغ مفتر، فلا بد أنه تنكسر همته، وتفتر قوته عن ذلك الحد عادة، فمنهم من يرجع حين الفتور إلى الاعتدال في الأمر، ويترك الإفراط فيه، فهذا مهتد، ومنهم من يرجع حين [ ص: 285 ] الفتور إلى ترك العبادة بالكلية، والاشتغال بضدها، فهذا هالك، والله تعالى أعلم.
* "وكبر": - بكسر الباء - أي: طعن في السن.
* "كذلك": أي: يصوم على قدر الإفطار، لكن لا يقدر؛ لضعفه على أن يصوم يوما ويفطر يوما، فيصوم أياما، ثم يفطر بحساب ما صام.
* "أحب إلي": تمنى ذلك؛ لأنه شق عليه المضي على وظيفته، وشق عليه تركها، فتمنى أن لو قبل التخفيف كان أولى.