* قوله: "من صفين": كسكين: موضع بشاطئ الفرات كانت به الوقعة العظمى بين nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية.
* "ويحك": كلمة ترحم.
* " يابن سمية": - بضم سين، تصغير - : أم عمار.
* "الباغية": الخارجة على الإمام الحق.
* "بهنة": الهن - بفتح هاء وتخفيف نون - اشتهر كناية عن الأمر القبيح، [ ص: 301 ] والفعل الذميم، وما يستهجن ذكره، ويجيء لغيره أيضا؛ أي: بشر وقبيح، ولعل التاء فيه لإرادة الكلمة.
* "إنما قتله الذين جاؤوا به": يريد أن النسبة مجازية إلى السبب الحامل.
فإن قلت: المتبادر من اللفظ الحقيقة، ولا يحمل على المجاز إلا لمانع منها، ولا مانع هناك من الحقيقة، فكيف صح له الحمل على المجاز؟
قلت: يمكن أن شبهته منعته من الحمل على الحقيقة، فحمله على المجاز.
وقد روي عنه جواب آخر، وهو أنه قال: "نحن الباغية لدم عثمان" أي: الطالبة له، وهذا قول بموجب الخبر، وهذا الجواب لو ثبت عنه فكأنه أجاب به على تقدير التسليم، على معنى: لو سلم أن النسبة حقيقية، فالمراد بالباغية: الطالبة للدم، لا الخارجة عن الإمام الحق.
ولا يخفى أن الجواب الثاني بعيد من السوق؛ فإن سوق الحديث للمدح، وهذا لا يخفى على أحد ممن يعرف معنى الكلام، وهذا الجواب يجعله مسوقا للذم كما لا يخفى.
والظاهر أن آخر الحديث ما ثبت عند nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، وإلا لما قال بما قال.
وأما معنى آخر الحديث، فلعل قوله: "تدعوهم إلى الجنة" معناه: تدعوهم [ ص: 302 ] إلى طاعة الإمام الحق الذي طاعته تفضي إلى الجنة؛ بمعنى: "ويدعونك إلى النار" أي: إلى طاعة الإمام الباطل الذي طاعته تفضي إلى النار لمن علم ببطلاته؛ nindex.php?page=showalam&ids=56كعمار، لا لمن لم يعلم به؛ كمعاوية وأصحابه، والله تعالى أعلم.
وأما إسناد هذا الحديث، فعبد الرحمن مقبول، والبقية ثقات، والله تعالى أعلم.
وهذا الجواب قد جاء عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بوجوه كثيرة صحيحة وغيرها.